سعياً إلى تكريس النموذج الدولي الذي يجعل من التعليم آلية للترقي الاجتماعي والفكري، انخرطت جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بابن جرير في الجهود البحثية العالمية، قصد تطوير منظومتها البيداغوجية، حتى تُزوّد طلابها بأحداث المعارف التي من شأنها إعداد جيل من الخريجين قادر على المنافسة والتفوق في السوقين الوطنية والدولية.

هكذا، عمِلت الجامعة، منذ تأسيسها سنة 2017، على المزاوجة بين النهج النظري والعملي، بغية تأهيل طلابها لمواجهة تحديات الحاضر والمستقبل، من خلال تجويد المحتوى البيداغوجي من جهة، وتوفير المنح لأغلب الطلبة، من أجل مساعدتهم في تدبير متطلبات المعيش اليومي، وما يتعلق، كذلك، بنفقات الدراسة من جهة ثانية.

وعلاقة بذلك، تفيد إحصائيات جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بابن جرير بأن 70 في المائة من الطلاب ممنوحين؛ وهي المنحة التي تمنح عن جدارة واستحقاق، علما أن قيمتها المالية تتعدى المنحة الجامعية العادية، علاوة على استفادة الطلاب، أيضا، من منح مالية للسفر تؤدى من ميزانية الجامعة، طوال فترة الدراسة؛ أي إجازة وماجستير ودكتوراه.

وبشأن المنحة الدراسية، فإن الجامعة تؤكد على الدوام أنها لا تقوم على أي تمايزات اجتماعية؛ بل يستفيد منها جميع الأفراد بغض النظر عن انتماءاتهم الاجتماعية، بالنظر إلى أن فلسفة الجامعة ترمي إلى المساهمة في الارتقاء بالوضع الاجتماعي لطلابها، حتى تُتاح لـ”أبناء الشعب” فرصة نيْل تكوين عملياتي، من شأنه خلق إطارات ذات كفاءة عالية.

وتوفر الجامعة العديد من التخصصات، من قبيل العلوم السياسية والاقتصادية والإنسانية، فضلا عن تخصصات الهندسة والكيمياء والفيزياء، حيث تناط مهمة تلقين هذه المعارف لكوكبة من الجامعيين والدكاترة البارزين، مع الحرص على تنويع البرامج البيداغوجية، وملاءمتها مع المستجدات المعرفية المتسارعة التي يعرفها العالم.

وتحتضن المؤسسة طلبة يتحدرون من جميع جهات المملكة، يلجون الجامعة بعد اجتياز امتحان كتابي وآخر شفوي؛ بل تستقبل أيضا عديدا من الطلاب الأجانب، بالنظر إلى بعدها الإفريقي في التكوين، ما جعلها وجهة لمواطني دول إفريقية كثيرة، بينها ساحل العاج والسنغال ونيجيريا ورواندا وموريتانيا ومالاوي وأوغندا وتونس ومصر.

وفي هذا الصدد، قال أيوب البندالي، طالب في جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بابن جرير، إنه “كان غير قادر على تأدية مصاريف المعاهد الفرنسية، على الرغم من توفره على مسار دراسي متميز، بسبب مشاكل تمويلية”، موردا أنه “نال تكوينا متميزا في المغرب، يزاوج بين النظري والتطبيقي، من خلال القيام بتداريب متنوعة، تعالج إشكالات في صميم تحديات المقاولات المغربية”.

البندالي، الذي ترعرع في “سوق السبت” بالفقيه بن صالح، تلقى تعليمه الأساسي في المدرسة العمومية، بدءا من السلك الابتدائي إلى غاية السلك الثانوي التأهيلي، لينال شهادة البكالوريا بميزة حسن جدا في تخصص العلوم الرياضية، ثم ولج بعدها الأقسام التحضيرية الخاصة بالمدارس العليا للهندسة في بني ملال.

تبعا لذلك، لفت محدّثنا إلى أنه أمضى سنتين في الأقسام التحضيرية لولوج المدارس العليا للهندسة؛ لكن زيارة مدير مدرسة التدبير الصناعي (EMINES) للمركز جعله يغيّر نظرته تجاه مستقبله؛ ما دفعه إلى اجتياز مباراة الولوج، ليحصد بعدها المرتبة الأولى في المباراة.

لذلك، أضاف البندالي أنه حصل على منحة التميز نظير تفوقه؛ وهي المنحة التي تؤدي جميع مصاريف التمدرس، ثم تقدم بطلب إلى الجامعة للاستفادة من منحة الإقامة والمطعم، فقُبل طلبه، وأردف: “لست حالة خاصة، وإنما توجد نماذج كثيرة، تتجاوز نصف طلاب الجامعة، تدرس بالمجان طوال الفترة الجامعية”.

وأوضح مصرّحنا أن “الفئة المتبقية من الطلبة لا تؤدي تكاليف الدراسة، بل تؤدي مصاريف الإقامة والمطعم فقط”، لافتا إلى أن “التكوين متميز، لأنه يشجع الطالب على الإبداع والابتكار داخل المحيط القاري”، مبرزا أن “التكوين شامل ومتنوع، فهو يتوزع بين تلقين المعارف الأساسية في التخصص، إلى جانب أنشطة موازية تتعلق بتنمية الشخصية”.

hespress.com