بعدما أكد المغرب على لسان ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أنه لا يمكن الجلوس مع “قُطّاع الطرق” بعد عرقلة معبر الكركرات، قالت جبهة “البوليساريو” الانفصالية إنها لن تعود إلى طاولة التفاوض إلا في حالة اعتراف المملكة بـ “الجمهورية الوهمية”.
واختارت جبهة “البوليساريو” تمرير موقفها الجديد عبر وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، في إطار الحرب الإعلامية التضليلية التي يقودها النظام الجزائري بدون توقف ضد مصالح المملكة المغربية منذ تحرير معبر الكركرات.
وقال ما يسمى بـ”الناطق الرسمي باسم الحكومة الصحراوية وزير الإعلام”، حمادة سلمى الداف، إن جبهة البوليساريو “لن تعود إلى طاولة المفاوضات مع المغرب إلا في حال اعترافه بها كدولة ذات سيادة وكاملة العضوية في الاتحاد الإفريقي”، وبذلك تكون الجبهة الانفصالية قد وضعت نفسها خارج المسار السياسي الذي تُنادي به الأمم المتحدة لتسوية هذا النزاع الإقليمي.
واعتبرت جبهة “البوليساريو”، في موقف متناقض، أنها “لا تعترض على الحلول السلمية، بل هي مقتنعة بأن الحل السلمي يبقى الغاية الأولى؛ غير أنها مصرة على مواصلة الكفاح المسلح”، بتعبير القيادي الانفصالي، والذي أشار إلى استعداد الميليشيات المسلحة “إعادة بعث اتفاق وقف إطلاق النار؛ لكن شريطة تسليم واعتراف المغرب بوجود دولة الصحراء”.
ويأتي تلويح “البوليساريو” بهذا الشرط بعدما باتت مقتنعة بتجاوز جميع قرارات مجلس الأمن الأخيرة لخيار الاستفسار وتشبث المنتظم الدولي بالحل السياسي الواقعي القابل للأجرأة بالأقاليم الجنوبية، وأيضا بعد الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء؛ ما يعني سقوط جميع الحلول الوهمية التي راهنت عليها الجبهة منذ عقود.
وتستبقُ الجبهة الانفصالية تعيين مبعوث أممي جديد، بعد تسريب معطيات تفيد بأن بيتري رومان، رئيس الوزراء الروماني الأسبق ووزير الخارجية الأسبق، بات مرشحاً وحيداً لخلافة هوست كولر، بوضع شرط غير قابل للتحقق بعد الهزائم التي مُنيت بها عقب تحرير معبر الكركرات من قبل الجيش المغربي.
وكان ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، قد لمّح، في تصريح سابق، بعد عرقلة معبر الكركرات من قبل ميليشيات “البوليساريو”، إلى أن استئناف العملية السياسية والموائد المستديرة بين أطراف النزاع لن يكون كما كانت عليه سابقاً.
وقال الدبلوماسي المغربي إن موقف الرباط كان على الدوام أنه “لا مسار سياسياً مع عصابات، لا مسار سياسياً مع قطاع الطرق، لا مسار سياسياً مع من هو فاقد للمصداقية، ومن يشتغل كجماعات مسلحة وكعصابة”.
وأوضح بوريطة، في تصريح سابق: “اليوم، نرى قُطّاع طرق بالمعنى الحقيقي.. هذا لا يمكن أن يكون مخاطبا للمغرب، ولا يمكن أن يشكل أساسا لأيّ مسار سياسي”، في إشارته إلى أن مخاطب المغرب في أية جلسات تفاوضية مقبلة سيكون هو الجزائر، الطرف الرئيسي المحتضن والممول والداعم للميليشيات المسلحة.