ظل يحمل رشاشه في وجه معارضيه داخل مخيمات تندوف دون أن يعيَ أن آخر الطلقات ستكون من نصيبه؛ قتلٌ رمزي و”ورطة” غير مسبوقة وجد إبراهيم غالي، زعيم الانفصاليين، نفسه فيها، بعدما تحرك النسيج الحقوقي في مدريد للمطالبة باعتقاله، بينما يعاني من تبعات أزمة صحية أجبرته على دخول إسبانيا بـ”هوية مزيفة”.

بقيت مدريد مستعصية على إبراهيم غالي، الذي أصبح زعيما لجبهة “البوليساريو” الانفصالية في 9 يوليوز 2016 بعد “مسرحية انتخابية” أشعلتها وفاة الرئيس السابق محمد عبد العزيز؛ ذلك أنه على الرغم من تناغم المواقف الإسبانية، في مرات كثيرة، مع الجبهة، بشأن قضية الصحراء، فإن زعيم الانفصاليين كان لا يجرؤ على دخول التراب الإسباني.

قبل الزيارة المثيرة للجدل إلى إسبانيا، كانت المصالح الاستخباراتية الجزائرية تسعى إلى نقل إبراهيم غالي إلى برلين، في الجناح نفسه الذي نزل فيه الرئيس عبد المجيد تبون. وفي آخر لحظة، تقرر نقل زعيم “البوليساريو” في وضعية حرجة إلى إسبانيا، بهوية “مزيفة” ووثائق مزورة؛ بسبب وجود تبليغات وشكايات ضد “الانفصالي المريض”.

وبعدما جمعت “أدلة إدانة” وشهادات الضحايا، تسعى المحكمة الجنائية الإسبانية إلى تعميق البحث مع غالي الذي يوجد في أحد المستشفيات في الضاحية المدريدية، ويتعلق الأمر بسلسلة من التهم؛ بما فيها “التعذيب والاغتصاب والقمع والاحتجاز غير القانوني والإبادة الجماعية”.

ووضعت الجمعية الصحراوية لحقوق الإنسان، عبر محاميها، طلبا على مكتب المدعي العام الإسباني، للاستماع إلى إبراهيم غالي، داعية إلى “إصدار بيان منع خروجه من الأراضي الإسبانية” بتهم تلاحقه سابقا، تتعلق أساسا بـ”جرائم ضد الإنسانية وعمليات اختطاف وتعذيب”.

وكانت أرانتشا غونزاليث، وزيرة خارجية إسبانيا، قد اعتبرت أن قبول الحكومة الإسبانية بوجود زعيم الانفصاليين في أحد مستشفياتها لن يؤثر على علاقات بلادها مع المغرب “الشريك المتميز”، معتبرة أن هذا الاستقبال كان لأسباب “إنسانية”.

واستدعت المملكة المغربية السفير الإسباني لديها لإبلاغه أسف وإحباط الرباط بشأن استضافة بلاده على ترابها إبراهيم غالي، زعيم جبهة “البوليساريو”.

وأكد بيان لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أنه قد تم استدعاء السفير الإسباني بالرباط إلى وزارة الشؤون الخارجية لإبلاغه بهذا الموقف وطلب التفسيرات اللازمة بشأن موقف حكومته.

وقد سبق أن تم استدعاء إبراهيم غالي خلال عام 2013، بناء على أمر من القاضي بابلو روز، للإدلاء بشهادته كمدعى عليه؛ لكنه لم يحضر استدعاء المحكمة.

hespress.com