مضامين رقمية عنيفة أصبحت تملأ مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة، بعد بروز مجموعة من الشباب المغاربة الراغبين في خلق “البوز” وسط الزخم الكبير من الأخبار والمعلومات الرائجة بالشبكات الافتراضية التي تسيطر عليها “ثقافة اللاّيْك”.

وظهرت أنماط جديدة من الإنتاج الرقمي باتت تثير حفيظة المتابعين، حيث لم يعد يقتصر الأمر على “فيديوهات روتيني اليومي” التي تتضمن مشاهد مخلة بالآداب العامة، وإنما توجه بعض “اليوتيوبرز” إلى القيام بمشاهد تمثيلية، يتظاهرون عبرها بسرقة العابرين باستعمال “الأسلحة البيضاء”.

وتفاعلت مصالح الأمن الوطني مع شريط مرئي عنيف بث الرعب وسط المواطنين بعد تداوله على نطاق واسع، تقوم فيه “عصابة” بالاعتداء على مواطن؛ ما أدى إلى توقيف الأشخاص الثلاثة المسؤولين عن الفعل، قبل أن يتبين أن الأمر يتعلق بـ”جرائم وهمية” يتم توثيقها في أشرطة قصيرة.

وأصبحت المضامين الرقمية الراهنة محل مساءلة نقدية من طرف الكثيرين، خاصة ما يرتبط بـ”روتيني اليومي”، في ظل المشاهدات المليونية التي تحققها تلك “الفيديوهات”؛ فيما تحصل الأشرطة الهادفة إلى الإخبار أو التثقيف أو التحسيس مشاهدات محسوبة على رؤوس الأصابع.

وتعليقا على ذلك، قال علي الشعباني، الباحث في علم الاجتماع، إن “السبب الرئيس وراء رواج تلك الأشرطة عبر مواقع التواصل الاجتماعي يتعلق بالرغبة في ربح الأموال، لأن الكثيرين اقتنعوا بإمكانية تحويل منصة يوتيوب إلى وسيلة للكسب السريع؛ ما يتجسد في طلبهم الاشتراك في القناة، أو بلوغ عدد معين من الإعجابات، أو تقاسم الشريط بمنصات أخرى”.

وأضاف الشعباني، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الربح المادي يدفع هؤلاء الشباب إلى القيام بتمثيليات متعددة، تختلف من سياق إلى آخر؛ لكنهم يسعون إلى خلق تيمات جديدة في الساحة بنظرهم، من خلال اختيار مواضيع مختلفة من شأنها ضمان المتابعة والاستمرارية في الآن نفسه”.

وأوضح الباحث المغربي أن “أغلبية الشباب يجهلون التبعات القانونية الناجمة عن الفيديوهات التي يتم نشرها بمواقع التواصل الاجتماعي، نتيجة عدم الاطلاع على القوانين المنظمة للقطاع السمعي البصري، بعدما أصبح المجال الرقمي مفتوحاً أمام الجميع، سواء كنت محترفا أم لا، فضلا عن الجهل بطبيعة المشاهد التي يمكن أن تجلب استحسان المتلقي”.

hespress.com