في وقت تؤكد معطيات ميدانية تحكّم الجيش المغربي في المنطقة العازلة والمناطق المتاخمة للجدار الأمني، تصر وسائل إعلام الجزائرية على نقل أخبار كاذبة بشأن استمرار الحرب التي تشنّها جبهة البوليساريو في الصّحراء، مشيرة إلى أنّ “هذه الحرب خلّفت سقوط ضحايا وأحدثت خسائر مادية كبيرة في قطاع المحبس”.
ولم تنشر وسائل إعلام جزائرية أيّ صور تدعم بها “قصاصات الحرب” التي باتت تنشرها بشكل دوري، بحيث تكتفي بنسخ البلاغات “العسكرية” التي تصدرها جبهة البوليساريو بين الفينة والأخرى؛ بينما انهالت تعليقات غاضبة من طرف نشطاء جزائريين على هذه الأخبار ومن يقف وراءها، واصفين إيّاها بـ”الكاذبة” وبـ”الخديعة الكبرى”.
وقال محمد الحسين ساترة، وهو ناشط جزائري على مواقع التواصل الاجتماعي: “إن لم تستح فافعل ما شئت.. الاحترافية في الكذب.. خلاصْ الشّعب الجزائري أصبح واعيا إلى درجة لن تتخيلوها أبدًا. المسلم أخو المسلم. اللهم احفظ الجزائر الوطن وشعبها الواعي يا رب”.
وليست هذه المرّة الأولى التي تنشر فيها وسائل إعلام الجزائرية الأكاذيب، خاصة بعد عملية تحرير الكركرات، إذ تحرّكت “أبواق” النّظام العسكري في الجارة الشّرقية، مثل جريدتي الشّروق والبلاد، وأصبحت متخصّصة في مواجهة مصالح المغرب والترويج لأكاذيب بشأن اندلاع حرب في الصّحراء، وسقوط ضحايا في صفوف القوات المسلحة الملكية.
وأورد الناشط الجزائري سفيان ياحي، معلقا على إحدى قصاصات الحرب: “لو كان تلهاو ببلادنا وخلوكم من المغرب وإسرائيل…مكفاش مشاكل البلاد باش تحكمو على حكايات فارغة لإلهاء الشعب. أما في ما يتعلق الصحراء، فما صرفته مختلف الحكومات الجزائرية عليها منذ الستينيات فحدث ولا حرج.. أموال وخسائر كان من الأحسن استثمارها في بلادنا”.
من جانبه، قال المعلق الجزائري طارق قوطالي: “على الأقل، ومن باب ‘الأقربون أولى بالمعروف’.. روحوا شوفوا معاناة اخوتنا في القرى والمداشر ومعاناتهم في فصل الشتاء، سواء من حيث الطرقات أو الغاز أو الماء، وكذلك معاناة بعض الابتدائيات في مناطق الظل.. وتبقى الأمور الخارجية أمرا هامشيا من اختصاص وزارة الخارجية، وشكرا”.
أمّا الناشط سيف الدين فخاطب رؤساء تحرير المواقع الجزائرية قائلاً: “احكوا على الشباب لي لا خدمة لا مستقبل لا حياة! اهضرو على مناصب الشغل، والقدرة الشرائية والمستوى المعيشي والاقتصادي تاعنا بالأرقام … بركاو ماتعمرو فينا على دولة (المغرب) ما تهمنا في والو، وعلى شعب مسلم كيما احنا .. كونو رجال اخرتها موت .. الى تخافو اسكتوا وخرجوا من هذه المهنة”.
بينما أثار معلّق جزائري آخر نقطة غياب الصّور في القصاصات الخبرية قائلا: “أليس عندكم مراسل حربي يرافق هؤلاء؟ ينقل لنا صورة واحدة فقط، واحدة فقط لا اثنتان؟ حتى الحرب العالمية الأولى عندنا صورها لما كانت آلة التصوير تحمل على الشاحنات! اليوم يمكن لجندي واحد أن يصور كل شيء بهاتفه ويرسله للعالم! إذا أين صور هذه الحرب؟”.