رمت جماعة الدار البيضاء كرة فشل مشروع شجرة لكل أسرة بيضاوية إلى المواطنين، وخاصة التجار والحرفيين وأصحاب المقاهي، موردة أنهم يرفضون غرس شتلات هذا المشروع أمام محلاتهم.
وبررت جماعة الدار البيضاء عدم تحقيق نسبة كبيرة من المشروع المذكور بوجود جملة من الإكراهات، على رأسها رفض الحرفيين وأصحاب المقاهي غرس الأشجار أمام محلاتهم، إلى جانب تغيير بعض الأماكن أو الشوارع المبرمجة من طرف بعض المقاطعات.
وبحسب التقرير السنوي لعمل الجماعة، الممتد من 17 ماي 2019 إلى 30 نونبر 2020، فإن المجلس صاحب المشروع وجد صعوبات عدة في بعض الشوارع والأزقة، وذلك بسبب شبكات الإنارة والإنارة العمومية وشبكات الاتصالات، وهو ما حال دون غرس هذه الأشجار بها.
وإلى حدود نهاية نونبر الماضي، عملت الجماعة، وفق المصدر نفسه، على غرس 30586 شجرة و874 نخلة في مختلف شوارع وأزقة المدينة ككل، مشيرا إلى كون صفقات الشطر الثالث في طور الإنجاز، وأنها بلغت نسبة 95 بالمائة، فيما صفقات الشطر الرابع بلغت نسبة إنجاز 45 بالمائة.
وبلغت نسبة إنجاز مشروع شجرة لكل أسرة إلى حدود نهاية الشهر الماضي، بحسب التقرير نفسه، 50 بالمائة، بينما كان متوقعا أن تصل في هذا التاريخ إلى 60 بالمائة، وهو ما يعطي نسبة 83 بالمائة بمؤشر الفعالية.
ويروم مشروع شجرة لكل أسرة، الذي يبدو أنه بعيد المنال، غرس آلاف الأشجار بالمدينة. وقد خصصت له ميزانية إجمالية تناهز 150 مليون درهم، بلغت مساهمة الجماعة فيها 50 مليون درهم.
وتعيش العاصمة الاقتصادية وضعا بيئيا مترديا، وهو ما دفع المسؤولين بالمجلس الجماعي إلى التفكير في غرس الأشجار، وقد تحدث عن ذلك منتخبو البيضاء مرات عديدة، بيد أن الوضع ما زال على حاله، باستثناء شجيرات تم غرسها هنا وهناك ببعض الشوارع.
واستغرب مهدي لمينة، منسق الائتلاف الجمعوي من أجل البيئة في الدار البيضاء، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، عدم إتمام المجلس الجماعي لهذا المشروع، مشيرا إلى أن الولاية الانتخابية شارفت على نهايتها دون أن يتم غرس الأشجار التي تم الحديث عنها.
ويرى المتحدث في دفع المجلس الجماعي بمبررات من قبيل تحميل المواطنين مسؤولية عدم غرس هذه الأشجار، “كلاما مردودا عليه، على اعتبار أن المجلس له كامل السلطات والصلاحيات القانونية لفرض هذه الأغراس في الشوارع والأزقة”.
وأوضح الفاعل الجمعوي أن البيضاويين “ينتظرون بفارغ الصبر غرس هذه الأشجار للتخفيف من التلوث الذي يعانون منه، وبالتالي يستحيل أن يرفضوا غرسها أمام منازلهم أو محلاتهم”، مضيفا أن “ما يدحض هذا الكلام، كون مجموعة من الأحياء قام سكانها وشبابها بحملات بيئية، وعملوا على غرس نباتات ويعتنون بها”.