للوصول إلى مركز جماعة سيدي أحمد الخدير، لا بد من قطع مسافة 70 كيلومترا، انطلاقا من مدينة سطات، مرورا بكيسر، ثم بجماعة دار الشافعي، حيث تنتشر حقول زراعية تبشّر بمحصول فلاحي جيّد. بعد وصولنا إلى مركز جماعة سيدي أحمد الخدير لاحظنا فلاحين منتشرين في البساتين السقوية، وآخرين يرعون الماشية، وشبانا يلعبون كرة القدم بالمركب السوسيو الرياضي الموجود بمركز الجماعة.

تبلغ مساحة جماعة سيدي أحمد الخدير 240 كيلومترا مربعا، وتقع على ضفاف نهر أم الربيع، ببني مسكين الغربية دائرة البروج. ويبلغ عدد سكانها 9687 نسمة موزّعين على 10 دواوير، حسب إحصاء 2014. وقد أحدثت هذه الجماعة بناء على التقطيع الانتخابي لسنة 1992، وقد سمّيت بعد فصلها عن الجماعة الأم دار الشافعي باسم الولي الصالح سيدي أحمد الخدير المدفون بدوار لوكارفا، وهو أحد دواوير الجماعة.

الماء والصحة

في تصريح لهسبريس، قال رضوان جودي، عن جمعية “البئر الطويل للتنمية البشرية والفلاحية” بجماعة سيدي أحمد الخدير، إن التنمية كانت دون المستوى في  سنوات 2018و2019 و2020، إلا أنها انتعشت ابتداء من شهر فبراير من هذه السنة.

وأضاف أن الجماعة تجاوزت مشكلي الربط بالكهرباء وفك العزلة بإنشاء المسالك، بفضل تحرك فعاليات المجتمع المدني بالمنطقة، وتجاوب رئيس الجماعة مع المطالب، وتدخله السريع بإضافة محول جديد لتوزيع الكهرباء.

وأوضح الفاعل الجمعوي ذاته أن المشكل الذي كان مطروحا يتمثل في نقص الماء الصالح للشرب، مشيرا إلى أنه تم توجيه طلبات إلى عامل إقليم سطات، ورئيس المجلس الإقليمي، فتمت الاستجابة لذلك، حيث بدأت الأشغال في انتظار الانتهاء من المشروع والتفكير في الربط الفردي. وأضاف أن الجمعية التي يمثلها في تواصل دائم مع السكان للبحث عن بعض المحسنين من أجل التعاون مع السكان والجماعة لاستفادة المواطنين من الربط الفردي.

وحول توقف أشغال إحداث صهريج ماء بدوار البير الطويل أوضح الفاعل الجمعوي ذاته أن “الأشغال كانت قد توقفت مؤقتا مدة أسبوع تقريبا، إلا أن الأمور عادت إلى نصابها واستأنفت المقاولة أشغالها، وهي تسير الآن بشكل صحيح، بعد توضيح السكان بعض الأمور لرئيس المجلس الإقليمي الذي يتبنى المشروع، ونفي بعض الإشاعات التي راجت حول كون المشروع من إنجاز الجماعة الترابية سيدي الخدير، في تبرئة تامة لرئيسها من ترويج تلك الإشاعات”، مؤكدا أن المشروع يهم الساكنة بعيدا عن النزاعات أو الحسابات.

وتحدث جودي بحسرة عن واقع الصحة بجماعة سيدي أحمد الخدير خاصة أو بالدائرة الترابية وإقليم سطات عامة، مشيرا إلى أن سيارات الإسعاف متوفرة بفضل عمل المجلس الجماعي. وطالب بتعيين أطباء قارين بالمستوصفات، رغم زيارات إحدى الطبيبات لأحد المراكز، لكن غياب التجهيزات لا يسمح لها بالقيام بعملها على الوجه الأكمل. كما طالب بإحداث مركز استشفائي متعدد التخصصات بمركز البروج، يغطي النفوذ الترابي للدائرة كلها، تفاديا لتنقل المرضى وذويهم إلى سطات، ومنها إلى الدار البيضاء، حيث تزداد المضاعفات وترتفع التكاليف.

مدة انتدابية

وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، قال محمد الحميدي، رئيس المجلس الترابي لجماعة سيدي أحمد الخدير، إن المدة الانتدابية من سنة 2015 إلى 2021 عرفت مشاريع تنموية كثيرة بالجماعة، موزعة قطاعيا وجغرافيا بالنفوذ الترابي لسيدي الخدير.

وأوضح الحميدي أن قطاع الكهرباء عرف استفادة دواوير الجماعة من الربط بالكهرباء، مع توسيع الشبكة لفائدة كل الكوانين بعد إنجاز دراسة تقنية، في انتظار الإفراج عن الصفقة، واستبدال المحولين الكهربائيين بدواري البير الطويل ولوكارفة، وإضافة محول بأولاد سي موسى، واقتناء ما يقارب 70 مصباحا للإنارة العمومية وتوزيعها على كافة الدواوير.

وبخصوص قطاع الماء، قال الحميدي إن المجلس أحدث آبارا بالمقابر بنسبة 100 في المائة، وتوصل بشاحنة صهريجية مجانا من قبل المصالح المركزية بوزارة الداخلية، مشيرا إلى تزويد دوار العطوشة بالماء الشروب بتمويل من بلاد بني مسكين، واستفادة دوار العوينة بالربط الفردي، وإضافة سقاية بأولاد عبد المولى، وبناء خزان مائي من سعة 20 طنا من ميزانية المجلس الإقليمي، وغيرها من المشاريع في القطاع نفسه، سواء بتمويل من الجماعة أو الغرفة الفلاحية أو عمالة سطات. 

وفيما يهم قطاع التعليم، أوضح الحميدي أن المجلس الجماعي رمم المرافق الصحية بالمؤسسات التعليمية، مضيفا أن هناك مبادرة بناء مرافق أخرى من قبل صندوق التنمية القروية، وتوفير أسطول مهم من حافلات النقل المدرسي، سواء في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أو من قبل بعض المحسنين بالديار الإسبانية أو مصالح المجلس الإقليمي لسطات.

وفي الجانب المتعلق بالصحة، أفاد الحميدي أن المجلس الجماعي قام بتهيئة السور الوقائي للمستوصف القروي بدوار لوكارفة من ميزانية الجماعة، وبناء سور وقائي للمركز الصحي أولاد سي موسى، وبناء سكن وظيفي في إطار برنامج صندوق التنمية القروية، فضلا عن التوصل بسيارة إسعاف من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وأخرى هبة من طرف أحد المحسنين بالديار الإيطالية.

وعلى مستوى فك العزلة، أشار رئيس جماعة سيدي أحمد الخدير إلى إنجاز دراسة تقنية لمجموعة من المسالك بكافة دواوير الجماعة الترابية، بعضها موّل من قبل الجماعة، وبعضها من قبل جهة الدار البيضاء – سطات في إطار الشطر الأول من برنامج مسالك. 

كما تطرقالحميدي إلى اهتمام الجماعة بقطاع الشباب، من خلال تهيئة الملاعب التقليدية لكرة القدم بتمويل من ميزانية المجلس. وأضاف أنه يعمل على تتبع بناء مركب سوسيو رياضي للقرب بدوار العطوشة في انتظار الإفراج عن الاعتمادات.

hespress.com