في بادرة إنسانية تروم التخفيف من الوضعية الصعبة التي يعيشها الأطفال والشباب المشردون في إسبانيا، بادر عدد من المتطوعين المنتمين إلى جمعيات مغربية في مدينة برشلونة إلى إيواء عدد من الشباب الذين غادروا مراكز الإيواء.

فكرة المبادرة الإنسانية التي انخرطت فيها عدد من الجمعيات انبثقت بعد وفاة ثلاثة شبان مغاربة في شوارع مدينة برشلونة قبل أيام بسبب البرودة الشديد، بهدف إنقاذ حياة الموجودين منهم في حالة جد صعبة، حسب الإمكانيات المتوفرة.

وإلى حد الآن تم إيواء ثلاثين شابا مغربيا كانوا يعانون الأمرّين في شوارع مدينة برشلونة داخل قاعة للحفلات في ملكية سيدة مغربية تطوعت لوضع قاعتها رهن إشارة الجمعيات صاحبة المبادرة، في ظل توقف الأنشطة التي تقدمها قاعات الحفلات بسبب جائحة كورونا.

وأفاد أحمد ناعومي، أحد الفاعلين الجمعويين المشاركين في المبادرة، بأن العملية تم إطلاقها في القنصلية المغربية ببرشلونة، بعد أن اتفقت الجمعيات المبادرة على الفكرة عقب مشاركتها في عدد من الوقفات الاحتجاجية لدعم الوحدة الترابية للمغرب في عدد من المدن الإسبانية.

وأوضح ناعومي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن عددا كبيرا من الشباب المغاربة الذين يغادرون مراكز الإيواء بعد بلوغهم ثمانية عشر عاما يلجؤون إلى الشارع، ولا تُمنحهم وثائق تساعدهم على إيجاد فرصة عمل، وأضاف أن الوضعية الصعبة التي يعيشها هؤلاء الشباب الذين هاجروا سرّا إلى إسبانيا تدفعهم إلى تعاطي المخدرات، ومنهم من يسرق من أجل العيش، واصفا وضعيتهم بالصعبة جدا.

ورغم أن المبادرة مكنت من إيواء ثلاثين شخصا فإن ناعومي يؤكد أن عدد الشباب والأطفال المغاربة الذين يعيشون في شوارع برشلونة وفي غيرها من المدن الإسبانية كبير جدا، ومن المنتظر أن يستفحل وضعهم أكثر، إذ سيصل عدد الذين سيغادرون مراكز الإيواء هذه السنة إلى 3800 شاب.

وذهب المتحدث ذاته إلى وصف إخراج 3800 شاب من مراكز الإيواء في إسبانيا بـ”الكارثة”، موضحا أن غالبيتهم الساحقة مغاربة، وأن “عدد الذين يعيشون في الشارع أكبر بكثير من عدد الذين سيغادرون مراكز الإيواء”.

وتتلقى إسبانيا عن كل طفل مغربي يدخل إلى مراكز الإيواء 3000 أورو في الشهر من الاتحاد الأوروبي، في حين أنها لا تصرف عليهم كل هذه المبالغ، حسب ناعومي، معتبرا أنها تتعامل مع هؤلاء الأطفال وكأنهم سلعة تتاجر بها.

وأوضح المتحدث ذاته أن إسبانيا لا تمكّن الشباب المغاربة عند مغادرتهم مراكز الإيواء من أي وثيقة تساعدهم على الولوج إلى سوق الشغل، إذ يتعين على من يريد منهم الحصول على فرصة شغل شراء عقد عمل بسبعة ملايين سنتيم على الأقل.

hespress.com