مع ارتفاع منسوب المياه بواد تيفلت ومجرى الحيمر بسيدي يحيى الغرب، عقب التساقطات المطرية التي شهدها المغرب في الأيام الأخيرة، يدعو فاعلون جمعيون بالمدينة إلى تنقية المجرى المائي، ونزع الحواجز التي تعيق مجرى مائيا، مع استباق تجدد تضرر ساكنة الأحياء القريبة من المجريين ونواحي المدينة.

وسبق أن شهدت المدينة، في سنتي 2009 و2010، فيضانات تضررت منها مؤسسات تعليمية وإدارية وأحياء سكنية؛ وهو ما أدى إلى اللجوء إلى تعميق مجرى واد تيفلت.

ومع استمرار التساقطات المطرية، تتخوف الساكنة من تكرار سيناريو فيضانات السنوات العشر الأخيرة، خاصة مع تضرر أحياء قريبة من المدينة، وتجدد “غرق” أحياء صفيحية بنواحي سيدي يحيى.

وأثرت التساقطات المطرية على أحياء مثل “الوحدة 2” و”النهضة 3″، حيث عرفا تشكل تجمعات مائية كبيرة، يرجعها جمعويون من المدينة إلى “غياب شبكة لتصريف الأمطار”.

في هذا السياق، يقول صالح عين الناس، ناشط جمعوي، إنّ الإشكال الذي يتخوف منه هو أن تستمر المياه في التجمع والاتجاه إلى منطقة “الدواغر”، خاصة بعد زحف العمران في اتجاه سيدي سليمان واستيلائه على الطريق الأصلية لتجمعات المياه (السهوب) في الغابة”.

ويزيد المتحدث في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: “بعد انطلاقها في شهر دجنبر الماضي، تسببت عشوائية أعمال حفر مشروع تثبيت شبكة التطهير القادم من تجزئة حي الوحدة 4 في اتجاه واد تيفلت في اصطدام مياه الأمطار بحواجز الحفر. كما تتسبب في فيضان المياه العادمة من البالوعات، لتأخذ مسارا معاكسا في اتجاه بيوت الساكنة”.

كما يشدد الجمعوي على التخوفات المتكررة من خطر واد تيفلت، لا على مدينة سيدي يحيى، بعد تعديل مجراه، بل على نواحيها، حيث تؤثر الأمطار على فلاحتها ومحلّاتها، في دواوير مثل “كانطة” و”عشرة” و”ولاد سيدهم”. وذكر في السياق نفسه أن هذه الدواوير “لم تعرف إلى حدود الآن أضرارا في الأرواح، ولا أضرارا في الممتلكات باستثناء الزراعة والمباني المشيدة بطين “الحمْري”. وشهدت تدخل المجلس البلدي والمكتب الوطني للماء الصالح للشرب، لسحب الماء من البيوت”.

ويشدد المصرح على ضرورة عمل الشركة المكلفة بأعمال الحفر على إحداث مجرى يبتعد عن مساكن الساكنة، كما يبرز حاجة المدينة ونواحيها إلى “سياسة استباقية”.

ويزيد عين الناس شارحا: “على وكالة الحوض المائي سبو أن تعمق حفر الوديان، التي صارت، مع مرور الوقت، مليئة بالرمال والنفايات، حتى يسير الماء في أريحية داخل مجراه، مع غلق المنافذ التي تُرجِع الماء، حتى لا يجد الوادي متنفسا آخر، فلا يدخل الماء إلى الساكنة”.

hespress.com