رسالة مفتوحة تتشبث بالأخوة وآمال الوحدة، ولو عارض ذلك “اللئام من أعدائنا والمتخاذلون من أبنائنا”، وجهتها منظمة المجتمع المدني الدولية لقيم المواطنة والتنمية والحوار المغربية (إيكسو) إلى جمعيات المجتمع المدني الجزائرية.

وقالت الرسالة المفتوحة إن مؤسسات المجتمع المدني تضطلع بمسؤولية تخليق الحياة العامة وتنقية أجواء مجتمعنا من التلوث الأخلاقي، وأضافت: “من أمانة هذه المسؤولية التي نحملها جميعا تدين منظمة المجتمع المدني الدولية لقيم المواطنة والتنمية والحوار المغربية بشدة ما صدر عن “قناة الشروق” من إساءة إلى مشاعرنا الوطنية، وإلى رمز وحدتنا، ملكنا وحامي سيادتنا وديننا”.

وتزيد الوثيقة ذاتها: “إذ نعي صادقين بأنكم لستم مسؤولين عن هذه المواقف التي تزرع في حقولنا الشقاق والعداء، فإننا نهيب بكم أن يرتفع صوت الإدانة ضد مثل هذه الخرجات الإعلامية المهددة لقيم الوحدة والمحبة والسلم الاجتماعي، وضد الذين يصدون كل أبواب التآلف والتعاون، والتضامن التي نريد بقاءها مفتوحة بيننا التزاما بقيم مرجعيتنا الإسلامية، وقيم المواثيق الإنسانية”.

وتضيف “إيكسو”، في رسالتها الموجهة إلى جمعيات المجتمع المدني الجزائرية: “من هنا نتساءل عن مكان روابط العقيدة والتاريخ والجغرافية والآمال المشتركة التي تربطنا أمام هذه المواقف العدائية، ومنزلة الآية الكريمة “إنما المؤمنون إخوة” أمام هذا الخطاب الإعلامي الحاقد، وأين توضع الحركة الانفصالية التي زرعت بإرهابها على حدودنا من حقوق الجار الثلاثة: حق الإسلام، وحق الجوار، وحق القرابة”.

وبعد استحضار الحديث النبوي “ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه يورثه”، وقول الشاعر “وظلم ذوي القربى أشد مضاضة **** على المرء من وقع الحسام المهند”، تتساءل الرسالة: “أين نضع التهجمات المنحطة العدوة لقناة الشروق مكانها في الحديث الشريف القائل “المسلم من سلم الناس من لسانه ويده”، ونسأل أيضا كيف تستباح حرمات المساجد التي جعلها الله رباطا للعبادة، لوحدة المسلمين، لإشاعة المحبة والوئام، والخير… أمام قوله تعالى “وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا” فتصبح منبرا للدعوة والتفرقة، وحقلا لزراعة الأحقاد، والبغضاء، والشتم؟”.

وتضيف الوثيقة ذاتها: “نعلم أيها الأعزاء أنكم تحملون آمال وآلام شعبكم، وأنكم لستم مسؤولين عن هذا التلوث الأخلاقي في بعض المواقف، ولكنكم مؤتمنون على تراث قيم المحبة، الخير، التحرر التي مثلها المجاهدون والمفكرون الجزائريون العظام كعبد القادر الجزائري، والبشير الإبراهيمي، وأبي بكر الجزائري، في ظل حكم الاستعمار والاستبداد؛ فكان دمهم وحِبرهم ينتج عالَما مغاربيا متحدا، متآلفا… وليس مجتمعا إسلاميا عدوا”.

كما تتساءل “إيكسو”، في رسالتها الموجهة إلى جمعيات المجتمع المدني الجزائرية: ماذا سنترك لأطفالنا عندما يكبرون؟ هل سنترك لهم جرحا معلقا في صدر حدودنا بوجود جمهورية وهمية؟ وقيم العداء تعمر قلوبهم البريئة؟ أم سنترك لهم كتاب الله الداعي لتضامننا وتعاوننا؟”.

لتزيد بعد ذلك قائلة: “معذرة إخواننا، فمرارة الألم الذي أشاعه الزارعون للكراهية في قنواتكم الإعلامية، الذين لا يحترمون أخلاق مهنتهم، وقيم رسالتهم، وشعور إخوانهم، هي التي أسالت هذا المداد، فتعالوا معنا لإنتاج أسلحة البناء لشعوبنا ومواجهة كل من يتاجر بأسلحة البغضاء”. قبل أن تجمل قائلة: “نأمل أن يرتفع صوت الضمائر الحية المنددة بقيم الجاهلية التي تتغذى من الأخلاق القبلية المنتجة للظلم والعصبية والعنتريات البغيضة”.

hespress.com