عرقلات متعددة لمبادرات مدنيّة بجماعة تومليلين يشتكي منها جمعويون بإقليم تارودانت، مسّ آخرها مشروع إنشاء روض للأطفال، كان مقصده تشجيع التّعليم الأوّليّ.

وتنتقد جمعية تاووري أزغار أمسليتن “تدخل مجلس تومليلين في اختصاصات ليست من مسؤوليته (…) ورفضه جميع المبادرات الجمعوية التي تأتي من المجتمع المدني”.

وترى الجمعية أنّ ما يقع من عرقلة للمشاريع الجمعوية لأبناء المنطقة “يؤكد عدم رغبة مجلس الجماعة في تنمية المنطقة، وتوعية ساكنتها، رغم أن المجتمع المدني يتطوع فقط في تفعيل مبادرات هي من اختصاص الدولة؛ بينما، للأسف، نجد مجلسنا الجماعي يتصدى لمثل هذه المشاريع الاجتماعية والتربوية والإنسانية”.

وفي هذا السياق يقول عادل أداسكو، رئيس “تاووري” أزغار أمسليتن، إنّ جمعيات المجتمع المدني بإدوسكا أوفلا رغم سلكها طريق المساطر والإجراءات الإدارية وفق ما يقتضيه القانون، إلا أنّها “دائما تتعرض للتصدي والعرقلة من طرف مجلس جماعة تومليلين، في شخص نائب رئيس الجماعة، الذي يبني تعامله على خلفيات تمييزية، وحسابات سياسوية ضيقة، تروم فرملة مبادرات جمعيات المنطقة، ويناهض التوجهات العامة للبلاد ومضامين الدستور الجديد الذي ارتقى بالمجتمع المدني إلى قوة اقتراحية وأداة للمساهمة في تنمية المدن والقرى”، وفق تعبيره.

ويضيف المتحدّث في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: “المستجدّ هو عرقلة مبادرة إنشاء روض للأطفال، اتخذناها بعد أن لاحظنا أن معظم الأطفال الذين يلتحقون بالتعليم الأولي الأساسي يجدون صعوبة في التأقلم مع مقررات القسم الأول”، قبل أن يزيد: “قمنا بهذا رغم أننا نستغرب عدم استفادة مدارس القرى من التعليم في الروض كما هو الشأن في مدن المملكة، وهذا تمييز واضح”.

ويوضّح المتحدّث ذاته أنّ هذا جرى بعدما سبق للجمعية أن تقدّمت بملتمس إلى رئيس الجماعة القروية في إحدى اللقاءات، على أمل إقامة شراكة بينهما، مضيفا: “..على أساس أن نتكلّف بمصاريف المؤطرة، ووعدنا بالنظر في الموضوع، ولكن لم يُوف بالوعد إلى يومنا هذا”.

ويتساءل أداسكو في هذا السياق عن مصير النادي النسوي بأزغار أمسليتن، وهو “بناية لَم يبقَ منها إلا الاسم”، بعدما كان مشروعا استفادة منه البلدة، بمناسبة الزيارة التي قام بها الملك محمد السادس إلى مركز دائرة إيغرم بتارودانت، يوم 25 أكتوبر 2001، ليبقى مشتغلا لمدّة ثلاث سنوات، قبل أن يغلق أبوابه لمدّة 15 سنة، علما أنّه بالإمكان استغلاله في الحرف اليدويّة النسائية، أو تدريس الأطفال، ومحاربة الأمية، أو تسليمه لجمعيات لاستغلاله في المنفعة العامّة للسّاكنة.

ويجمل أداسكو قائلا: “إنّ عرقلة رئيس جماعة تومليلين للمبادرات التي تقوم بها جمعيتنا سلوك نرفضه، وغير مبرر من طرف مجلس الجماعة، إذ إن جميع المبادرات التي يقوم بها المجتمع المدني بالمنطقة تتصدى لها الجهة نفسها؛ علما أنّ البناية التي سينشأ فيها الروض ملك للجمعية، التي تكلّفت في الوقت نفسه بالمؤطّرة التي لها خبرة في الميدان”.

وحاولت جريدة هسبريس الإلكترونية التواصل مرارا مع نائب رئيس الجماعة، الذي يزاول مهامّ رئيسها بتوفيض منه بسبب وضعه الصحي، لكن الهاتف ظلّ يرنّ دون جواب، بعد إرسال رسالة عن هوية المتصل وموضوع الاتصال، قبل أن يُغلَق تماما.

hespress.com