مشاهد السنوات الماضية وهي تجرف منازل ومواش وكل ما في الطريق باتت شغلا لسكان جوار مناطق الوديان والسيول؛ فأمام استمرار ظاهرة البناء فيها، لا يزال الخطر قائما بشأن حدوث انهيارات تتسبب في خسائر مادية وبشرية.
وتنتشر كثير من الدواوير في مختلف الجماعات القروية على جنبات أودية كبيرة، فعلى الرغم من النصائح المتكررة مركزيا بخصوص مخاطر البناء في مجاري الأودية، فإن السلطات المحلية تتساهل مع الراغبين في التشييد؛ ما يخلف كوراث حقيقية.
وتعود آخر فاجعة شهد عليها المغاربة إلى سنة 2019، عقب انهيار مدرج “ملعب تزيرت” نواحي تارودانت، موديا بأرواح كثيرين، بعد أن جرفت مياه الوادي كل ما جاء أمامها، من إسمنت وأتربة وأدوات جلبها أبناء دواوير مجاورة لإقامة مباراة كرة قدم.
وتعاني مناطق عديدة من غياب خرائط تهيئة ومخطط بناء؛ وهو ما يدفع بالسكان إلى التشييد بناء على علاقات مع السلطة المحلية فقط، ويتعلق الأمر على وجه الخصوص بالمنازل السكنية والمساجد والملاعب الرياضية التي تتولى تدبيرها جمعيات الدواوير.
وأصدرت وزارة التجهيز والنقل بلاغا تحذيريا، يوصي بتوخي الحیطة والحذر، لا سیما بالمحاور التي من المحتمل أن تتعرض للغمر كالمنخفضات ونقط عبور الطرق للأودیة والشعاب، ثم عدم المغامرة بحیاتهم بالمرور أثناء ارتفاع منسوب الأودیة بالأرصفة القابلة للغمر.
الحسين يوعابد، مسؤول التواصل بمديرية الأرصاد الجوية، أورد أن الأمطار ستتواصل إلى غاية يوم الاثنين في عديد المناطق؛ ومنها جهة سوس والصويرة والعرائش والنواصر ووزان والرباط وتيزنيت، وستتراوح بين 30 و70 مليمترا.
وأضاف يوعابد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن المستجد هو التساقطات الثلجية، والتي ستستمر بدورها إلى غاية يوم الاثنين، في المرتفعات البالغ علوها 1000 إلى 1200 متر، منبها من مخاطر الأمطار والرياح والثلوج.
وبخصوص الوديان، أورد المتحدث أن الاحتمال يظل مطروحا على الدوام، مطالبا بضرورة الاحتياط وتجنب أية مجازفة ومغامرة، مع تفادي العبور حين وجود أخطار سيول وانجرافات، مسجلا أن وزارة التجهيز نبهت بالتفصيل في هذا الصدد.