لفتت فعاليات جمعوية ورياضية بمدينة سبت أولاد النمة انتباه المجلس الجماعي إلى واقع الحال بالملعب الجماعي للمدينة، مشيرة إلى أن هذا الفضاء الرياضي بات يشكو من كثرة الأشواك والأعشاب الضارة وقلة المرافق الصحية.
واعتبر فاعلون مدنيون أن الاستمرار في إهمال هذا المرفق الذي يعد الملجأ الوحيد للمئات من الشباب ممارسي الرياضة بمختلف أنواعها، من شأنه أن يتسبب في حوادث خطيرة، لا سيما في فصل الصيف حيث تكثر الحشرات السامة بالأماكن التي تكسوها الأشواك بالملعب، خاصة نبتة “السدرة”.
وفي هذا الصدد، قال محمد الماكوري، رئيس نادي أمل سوق السبت لكرة القدم، إن “الرياضة كرافعة للإشعاع المحلي وكممارسة يومية لترسيخ قيم المواطنة وتكوين الجسم السليم، لا تزال تشكو من عدة إكراهات بالمدينة، رغم مجهودات المجلس الجماعي، يبقى الدعم أهمها وأبرزها، إلى جانب البنية التحتية، خاصة في الجانب المتعلق بالمدرجات والمرافق الصحية والقاعة المغطاة”.
وعبر الماكوري عن قلقه لما يعرفه الملعب الجماعي لسبت أولاد النمة، وما تشكو منه كافة الفرق الرياضية والرياضة عموما بالإقليم، قائلا إن “العديد من الجماعات لم تعد تستقبل زوارها الرياضيين داخل رقعة الملاعب الإسمنتية لما تشكله من خطر على صحة أجساد الممارسين، وهو ما يتطلب الإسراع بإخراج مشروع القاعة المغطاة الى الوجود”.
وكشف الماكوري أن الرياضة بمختلف أصنافها ما تزال في حاجة إلى مجهودات جبارة، مذكرا بأن إشعاع المدن والمراكز الحضرية لم يتأت بالإنجازات السياسية وحدها، وإنما أيضا بفضل الرياضة والرياضيين الذين تألقوا في محافل وطنية ودولية بفضل جهودهم الذاتية.
وقال الفاعل الرياضي محمد عريض، رئيس جمعية النجم الرياضي لسوق السبت، إن “الإسراع بتنقية الملعب من الأشواك الضارة بات مطلبا ملحا لمختلف الفرق الرياضية بالمدينة التي تمارس بأقسام مختلفة، وذلك ضمانا لصحة وسلامة لاعبيها”، مضيفا أن واقع الحال بات يمس بجمالية المدينة.
وأوضح المتحدث أن الملعب الجماعي “يشكل متنفسا للشباب، وفضاء للتكوين والترفيه والتأطير الرياضي، بعيدا عن الشارع”، مؤكدا أن ما يستدعي الاهتمام به أكثر، هو غياب ملاعب للقرب بمختلف أحياء المدينة.
بدوره، أشار ربيع مجيد، ناشط جمعوي من سبت أولاد النمة، إلى أنه في الوقت الذي يتحدث فيه الجميع على أهمية الرياضة باعتبارها رافعة للتعريف بالقضايا المحلية وإشعاع المدن، “نجد جماعتنا تشكو من غياب ملاعب القرب، كما أن الملعب اليتيم الذي تحج إليه العشرات من الفرق يقدم صورة قاتمة عن الرياضة المحلية جراء عدم توفره على كل ما يمكن أن يوفر للرياضيين راحة نفسية”.
وقال ربيع إن “الملعب الجماعي لسوق السبت أولاد النمة لا يستجيب لحاجيات كل الفرق الرياضية، وأغلب الشباب يجدون أنفسهم مضطرين لممارسة هوايتهم في الشوارع والأزقة، وفي بعض الأحيان مرغمين على أداء تسعيرة ملاعب القرب الخصوصية التي أنشأها مستثمرون بالجوار”.
يشار إلى أن مدينة سوق السبت التي يقدر عدد سكانها بحوالي 60 ألف نسمة، لا تحتوي سوى على ملعب واحد للقرب بدون مرافق صحية، كما تفتقر إلى قاعة مغطاة، وهو المشروع/الحلم الذي يراود العديد من الفرق والنوادي الرياضية بالمدينة، التي تمارس هواياتها على أرضية إسمنتية على الرغم من احتلالها لمراتب جد مشرفة وطنيا وعربيا.
ويشكو رؤساء النوادي والجمعيات الرياضية بالجماعة الترابية سبت أولاد النمة من ضعف الدعم المخصص للرياضة عموما، ما بات يهدد، بحسبهم، العديد من الفرق الرياضية التي تحتل مراتب مشرفة محليا ووطنيا جراء تراكم الديون عليها.
وفي تعليقه على الموضوع، أوضح رئيس المجلس الجماعي أن الأخير يبذل ما في وسعه ووفق الإمكانات المتوفرة لدعم الرياضة بالمدينة وتأهيل البنيات التحتية الخاصة بها، مشيرا إلى أن “دعم الجماعة وحده لن يكفي لتحقيق المبتغى في ظل العديد من الإكراهات التي ورثها المجلس الحالي، والتي من ضمنها حجم المديونية والأحكام القضائية”.
وقال الرئيس إن “المجلس الجماعي على علم بوضعية الملعب، وهو يقوم بما يلزم كلما كانت الآليات متوفرة”، مشيرا إلى أن الجماعة الترابية لا تتوفر على جرافة (نيبلوز)، وأنه فور كرائها سيتم تنقية هذا المرفق في غضون الأيام القليلة المقبلة.
وبخصوص القاعة المغطاة، قال المسؤول ذاته: “لقد سبق أن تمت برمجتها وجرى وضع الملف لدى الوزارة المعنية منذ 2017 تقريبا، وهي ما تزال ضمن مشاريع برنامج عمل الجماعة الترابية لسوق السبت، وستتم تعبئة مواردها المالية مع باقي الشركاء من أجل إخراجها إلى الوجود”.