يكشف محي الدين حجاج، منسق جبهة العمل السياسي الأمازيغي، في الحلقة الثالثة من برنامج “نقاش في السياسة”، أسباب التحاق أعضاء الجبهة بحزبي التجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية في سنة انتخابية، نافيا وجود أي هاجس انتخابي للجبهة من وراء العمل الحزبي رغم السعي للتواجد بالمؤسسات وعدم البقاء خارجها.

وقال الناشط الأمازيغي في الحوار المصور إن “الجبهة لا تتفاوض باسم الحركة الأمازيغية، لكنها جزء من الحركة الأمازيغية وليست بديلا لحقول الاشتغالات الأخرى”، مشيرا إلى أن “وزن الجبهة الانتخابي يكشفه تواجدها في 46 إقليما بالمغرب، واستثمارها في المقاطعين للانتخابات، لأن 90 في المائة منهم لم يشاركوا في الانتخابات”.

وعاد حجاج الذي اكتسب عضوية المجلس الوطني لحزب التجمع الوطني للأحرار، في هذا الحوار، إلى الاتفاق الذي عقدته الجبهة التي يرأسها مع هذا الحزب، مؤكدا أن “عملية الالتحاق تمت بعد عدد كبير من اللقاءات”، نافيا ما وصفه البعض بوجود هرولة نحو المناصب والمنافع المالية.

ورفض الناشط الأمازيغي “المزايدة باسم النضال على جبهة العمل الأمازيغي، لما راكمه عدد من أعضائها داخل إطارات جمعوية وسياسة”، موردا: “في النضال لا يوجد شيء اسمه السبق النضالي أو الشرعية التاريخية، لأن هذا الأمر لا يعدو أن يكون نقاشا هامشيا لن يقدم شيئا للقضية الأمازيغية”.

حجاج رد على الانتقادات التي توجه إلى الجبهة باستغلال الأمازيغية في مصالح شخصية، بالقول: “هدفنا أن تكون الأمازيغية ملكا للمغاربة جميعا، ونحن لم نحفظ القضية باسم الجبهة”، مضيفا: “من حقنا خدمة الأمازيغية من موقعنا، ولا أحد وصي علينا، كما أننا لسنا أوصياء على أحد”.

منسق جبهة العمل السياسي الأمازيغي أبرز أن الأحزاب هي من طلبت الحوار مع التنظيم الذي يرأسه، وعندما قرر أعضاء المجلس الفيدرالي الالتحاق بحزبين، تم الأمر بالأغلبية، كاشفا أن حزبا فشلت معه المفاوضات بسبب رغبته في أن تكون الجبهة تابعة له لوحده وتصبح قطاعا حزبيا له.

وضمن رده على الانتقادات التي تعرض لها بسبب اختيار حزب التجمع الوطني للأحرار، قال حجاج إن “فلسفة الجبهة هي إقحام الأمازيغية في الأحزاب التي لا توجد ضمن أولوياتها”، مسجلا أن “الهدف هو تمْزيغ الدولة وليس خلق حزب أمازيغي”.

وعلاقة بإعادة موضوع حرف “تيفيناغ” إلى الواجهة ومطالب البعض باعتماد الحرف العربي، أورد المتحدث أن “النقاش في البداية لم يطرح فقط تيفيناغ والحرف الأرمي، بل هناك شريحة كبيرة داخل الحركة الأمازيغية كانت تنادي باعتماد الحرف اللاتيني”، مضيفا أن “إعادة النقاش إلى الصفر يطرح أكثر من علامة استفهام في ظل التراكم الذي حققه الحرف، وهدفه جعل الأمازيغية تدور في حلقة مفرغة”.

وشدد الناشط الأمازيغي على أن إثارة هذا النقاش من جديد سيدفع الحركة الأمازيغية إلى طرح كتابة اللغة بالحرف اللاتيني، معتبرا أن “الذين طالبوا بالحرف اللاتيني إذا أعيد النقاش سيطالبون به وهو ما سيضيع على الأمازيغية تراكما”.

[embedded content]

hespress.com