شهد العالم، مساء الإثنين، حدثا فلكيا نادرا يتمثل في تقارب أكبر كوكبين في المجموعة الشمسية، لن يتكرر قبل عام 2080.
وعن هذا الحدث قال طارق خلا، نائب رئيس جمعية الفلكيين بمراكش: “ما يطلق عليه الاقتران الأعظم أو الكبير ظاهرة فلكية طبيعية يتقارب فيها كوكبان كبيران في المجموعة الشمسية هما زحل والمشتري، ولم يشاهد منذ القرن 17”.
وفي التفاصيل، أضاف خلا: “في هذه الظاهرة الفلكية يحدث أقصى قدر من التقارب بين هذين الكوكبين، تمت ملاحظته في مرحلته البطيئة منذ 16 دجنبر الحالي، مع رؤية القمر تحتهما”.
وأورد المتحدث نفسه: “عملية الإغلاق بين زحل والمشتري تحدث كل 20 عاما، والاقتران العظيم يكون فيها أكثر ندرة من المعتاد”، وزاد: “هذه هي أقصى محاذاة واضحة لكوكبي المشتري وزحل كأجرام لامعة من المجموعة الشمسية ذات الطبيعية الغازية”.
والمشتري وزحل هما أكثر الكواكب إثارة للإعجاب في نظامنا الشمسي، ورؤيتهما تتم بسهولة بالعين المجردة كل 20 عاما، وتبلغ الفجوة بينهما 1.1.6 دقيقة قوسية (مسافة صغيرة جدا). كما يبتعد كوكب المشتري عن كوكب الأرض بـ886 مليون كيلومتر، أما زحل فسيكون بعيدا عنه بمليار و600 مليون كيلومتر.
وعن رؤية هذه الظاهرة الفلكية، التي وقعت مساء اليوم الإثنين بين الساعة 19 و20، قال خلا: “تمت ملاحظة التقارب بين ألمع نجمين في سماء الليل بالعين المجردة من منطقة خارج المدينة أو باعتماد المنظار، وتوضح أنهما كانا مصطفين تحت القمر”.
ولفت خلا الانتباه إلى أن كوكب المشتري يظهر في هذه الظاهرة محاطا بـ4 أقمار طبيعية، هي “يوروبا” Europa و”كاليستو” Callisto و”آيو” Io و”جانيميد” Ganymede -.
ويعد الأخير أكبر قمر طبيعي بالمجموعة الشمسية، بقطر يبلغ 5500 كيلومتر.
“وبدا كوكب زحل بحلقات عبارة عن قطع ثلجية، ما أعطاه منظرا جذابا”، يواصل المتحدث ذاته، مفسرا هذه الظاهرة، التي يرجع فضل شرحها إلى عالم الفلك الألماني يوهانز كيبلر (Johannes Kepler) (1571 – 1630)، الذي قدم سنة 1543 القياسات والملاحظات الدقيقة حول دواران الكواكب حول الشمس.
“وكان كيبلر اعتمد في شرحه على القياسات الدائرية المنتظمة الموروثة عن اليونان القديمة، بطرق رياضية مختلفة، استعملها بطليموس في نظام مركز الأرض”، حسب الفلكي ذاته: متابعا: “بالاعتماد على أعمال جاليلي وكيبلر وهيكنز، اكتشف إسحاق نيوتن قانون الجاذبية، الذي يسمح بشرح القوانين الثلاثة ليوهانز كيبلر”.
“هذه القوانين الفيزيائية الكونية (ميكانيكا السماء)، كقانون المدارات، وقانون المناطق، وقانون الفترات، تستعمل في فهم كل المجرات التي تكون كوننا، ودورانها حول الشمس”، يختم طارق خلا، الذي يشتغل أيضا مسؤولا عن التواصل العلمي بكلية العلوم السملالية بمراكش.
يذكر أن كلا الكوكبين يقتربان من بعضهما بعضا مرة كل 20 سنة، وتكون المسافة بينهما ما بين الدرجة إلى الدرجتين. وإذا كان كوكب زحل يكمل دورته حول الشمس في 30 سنة، فإن المشتري يقوم بذلك في 12 سنة، وفي زمن معين يلتقيان وهما في مدارهما في نقطة محددة.