حرب المياه ..
صورة: أرشيف


سعيد ابن عائشة


السبت 3 أبريل 2021 – 08:46

تقول النكتة إن مجموعة من الفلاحين كلفوا مخترعا بمهمة إيجاد حل للحشرات التي تلتهم المحاصيل، وكانت المفاجأة أن هذا المخترع اخترع “مبيدا للمحاصيل”، وكانت فكرته هي إيجاد مبيد للمحاصيل حتى تموت الحشرات من الجوع.

في الجزائر يصر المسؤولون على قطع الحدود مع المغرب، وتأليب الشعب ضد المغاربة بكل الوسائل، ولكن “الحقد الأعمى” يقود حتما إلى الجنون، بسبب وجود متمرد في الحدود لا يعترف بـ”الحدود الجزائرية”، ولا بأوهام العسكر. إنه يدخل كل يوم دون إذن من التراب المغربي إلى التراب الجزائري، ولا يمكن إدخاله السجن، كما لا يمكن تلفيق تهمة له، أو اتهامه بممارسة “حراك” غير مشروع..

“الماء المغربي”، القادم من الأراضي المغربية والمتجه نحو الجزائرية، رغم سخائه وحفاوته وكرمه، فإن تدفقه كفيل بتحريك كل الأحقاد، ذلك أن بعض الجزائريين، بخلاف ما هو عليه الحال في جميع أنحاء العالم، يريدون قطع هذا الخير القادم من المغرب نحو بلادهم، ويمكن للقارئ الكريم أن يتصور هذا النوع من المواطنين، الذي يشتكي من وجود نهر بجانبه، بل إن الجزائريين قاموا بأكثر من ذلك عندما طرقوا أبواب منظمات دولية ليقولوا إن المياه القادمة من المغرب ملوثة. وقد كان بإمكان المغرب قطع هذه الوديان بكل بساطة لكي يبقى الماء في حدود أراضيه.

في الجزائر، وبالتزامن مع الدعاية المبالغ فيها لتحرك المغرب لقطع المياه عن هذا البلد (..)، تتواصل الاستفزازات، وآخرها ما وقع بمنطقة العرجة، من خلال طرد الفلاحين المغاربة بناء على حسابات ضيقة جدا، ولا مجال للحديث عن “أخلاق الجيران”، وفضلا عن الحساب السياسي في الموضوع، فإن ملف المياه يبقى واحدا من الملفات التي تلعب فيها الجزائر، ولحسن الحظ أن الماء يذهب من المغرب في اتجاه الجزائر، وليس العكس.

هذا من حيث الشكل، أما من حيث العمق، فقد شرعت اللوبيات الجزائرية منذ مدة في استنزاف الثروات المائية المغربية، عبر حفر آبار عميقة جدا لاستنزاف الفرشة المائية، يفوق عمقها 400 متر، بينما يتشبث المغاربة بالضوابط القديمة التي تمنع تجاوز عتبة 30 و40 مترا.

إن الحديث عن الاستفزازات الجزائرية المرتبطة بالماء، ومن لطف الأقدار أن حجم هذا المشكل لا يصل إلى مستوى المشكل الكبير بين مصر وإثيوبيا والسودان، يفرض بلا شك الترحم على “باني السدود” الملك الراحل الحسن الثاني، الذي توقع حروب المياه، وأمر ببناء السدود، التي يشرب منها المغاربة اليوم. ولو لم تكن هذه السدود لما كانت هناك مخططات مائية، ولا كانت هناك مخططات زراعية في كثير من البوادي المغربية. رحم الله الملك الحسن الثاني ولا عزاء للحاقدين.

آبار الجزائريون الحدود الماء منطقة “العرجة”

hespress.com