وأنت تتمشى بخطوات متثاقلة على الطريق المؤدية إلى الملاح القديم بمدينة وزان، تصادفك أكشاك صغيرة يعرض أصحابها ما تجود به أصابعهم من جلابيب صيفية وشتوية وطرابيش تقليدية ذات ألوان مبهجة، متدلية على البوابات كفوانيسَ تؤنِسُ المارة، كما أصحاب الحارة.

تنتعش تجارة الجلباب التقليدية في مدينة وزان شمال المغرب في رمضان، بينما تبلغ ذروتها خلال “العشر الأواخر” من شهر الصيام وخلال عيد الفطر.

لكن الزائر لـ”السويقة” الوزانية يلاحظ تراجعا كبيرا لهذه التجارة، التي تأثرت بشكل كبير بجائحة “كورونا”. إلا أنّ ذلك لم يمنع الحرفيين من مواجهة “شبح” الرّكود من خلال عرضِ منتجاتهم التّقليدية.

ويشتكي غالبية الحرفيين والمهتمّين بمجال الصّناعة التّقليدية في وزان من ضعف الإقبال على الجلباب والملابس التّقليدية، ويرجعون ذلك إلى ما خلّفته جائحة “كورونا” من تبعات سلبية على مستوى القدرة الشّرائية للمواطنين، غير أنّهم يؤكّدون أنّ “انفتاحهم على مواقع التّواصل الاجتماعي كسّر جمود الواقع”.

هذا الأمر يؤكده طارق الهواري، التاجر الشاب الذي يعرض للبيع مختلف أنواع “الجلابة” التقليدية، الوزانية على الخصوص، إذ يشير إلى أن الركود دفعه إلى الانفتاح على ما تتيحه التكنولوجيا من مزايا للوصول إلى أكبر قدر من الزبائن، وزاد معلقا: “بنادم مقصح بزاف والحالة كارثية”.

وقال التاجر في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية: “أشتغل تاجرا منذ ما يقرب عشرين سنة؛ ولم أعايش مثل هذا الركود الذي نعيشه اليوم”، مبرزا أن “التجارة الإلكترونية تخفف من وطأة الأزمة”.

واعتبر الهواري أن أثمان الجلابيب تتراوح ما بين 100 درهم و1000 درهم، حسب نوعها وجودتها وطريقة خياطتها، مبرزا أن “القدرة الشرائية للمواطنين هي التي تحدد ثمن المنتج، إذ يصل ثمن الجلباب إلى 2500 درهم حسب رغبة الزبون”.

من جانبه، يشير محمد الطّاهري، وهو تاجر يعرض أنواعاً مختلفة من “الجلاّبة الوزّانية”، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أنّ “الإقبال ضعيف جدا بسبب جائحة كورونا التي أثّرت على المبيعات”، مبرزا أن “الحركة ضعيفة بسبب الحجر الصحي والحدود المغلقة”.

ومن مدينة وزان، يؤكّد التّاجر ذاته أنّه “لجأ إلى العالم الافتراضي من أجل إنقاذ الموسم التجاري، أمام ضعف الحركة التجارية”، لافتا الانتباه إلى أن “القدرة التجارية للساكنة المحلية ضعيفة، تقتات على الصناعة التقليدية التي تشغل 5000 عامل في وزان”.

كما قال التّاجر ذاته متحدثا إلى هسبريس إنّ “الأثمان تختلف من نوع لآخر، حسب جودة الثوب والخياطة والتطريز”، مبرزاً أنّ “ثمن العباءة يتراوح ما بين 100 و1000 درهم”، وأن “هناك أنواعا كثيرة من الجلابيب، مثل جلباب نوار الفول والجبرية والمخبلة والنّمرية الوزانية المطرزة بالصّوف الحرّة الخماسية”.

hespress.com