الأحد 19 أبريل 2020 – 10:56
في ظلّ اعتماد “التعليم عن بعد” وسيلة وحيدة يتابع من خلالها التلاميذ المغاربة دراستهم في ظلّ “الحَجر” المفروض للحدّ من انتشار جائحة “كورونا”، تقول أبرز جمعيات قيادة أيت عبد الله بتارودانت إنّ “حسابات سياسية” أوقفت توزيع مطبوعات أعدّتها الإعدادية الوحيدة في القيادة كانت تريد توزيعها على تلاميذ المنطقة لمساعدتهم على الدراسة خلال هذه الفترة.
واستقال مجموعة من أعضاء مكتبَي “جمعية ايت عبد الله المتّحدة” التنفيذي والإداري، نتيجة لـ”الكثير من الاستفزازات التي نتعرّض لها بشكل مستمرّ بسبب مواقفنا الجمعوية”، بعدما عارضت جماعتا تابيا وتومليلين توزيع “المنشور التعليمي” ومنعتاهُ، في وقت استُقبِلَت فيها المبادرة بالترحيب من قِبَل جماعات أيت عبد الله، وسيدي مزال، وتوفلعزت؛ الجماعاتِ الثلاث الأخرى لقيادة أيت عبد الله في دائرة إيغرم، بإقليم تارودانت.
وتفاعلا مع التطوّرات الأخيرة، نشر مجموعة من أبناء قبيلة أيت عبد الله عريضة، تطلب من أعضاء الجمعية المستقيلين “عدم الانسياق وراء الاستفزازات، والتراجع عن الاستقالة”، كما استنكرت جمعيات من المنطقة مثل “الجمعية الثقافية لإدوسكا أوفلا” وقوف “جماعتين قرويّتين سدّا أمام استفادة تلاميذ في المستوى الإعدادي من مقرّر التّدريس عن بعد”.
وقال محمد العرف، الكاتب العام المستقيل لجمعية أيت عبد الله، إنّ “للجمعية اتفاقية شراكة مع الإعدادية الوحيدة في المنطقة التي يدرس بها تقريبا 320 تلميذا، وتواصل مديرها مع الجمعية طالبا أن نشرف على طبع منشور أشرف على إعداده الطاقم التّربوي للمؤسسة، نتيجة الظّروف التي تعيشها المنطقة”.
ونتجت استقالة الكاتب العامّ، والنائب الثاني للرّئيس، وأمين المال، وفق المتحدّث، عن “ضغوطات مستمرّة نتعرّض لها من سياسيي المنطقة ومن أشخاص ألِفوا استنزاف خيراتها”، مضيفا: “بدأنا عمَلنا الجمعوي في نونبر 2017، وكان أوّل نشاط للجمعية في يناير 2018، عرفت بعده ضغوطا واتهامات مستمرّة اعتبرت العمل الجمعوي مجرّد تسخينات انتخابية، إلى أن جاءت النقطة التي أفاضت الكأس وهي عملية توزيع الكتب”.
واسترسل محمد العرف قائلا في تصريح لهسبريس: “تفاجأنا باتصال الجماعات التي لا علاقة لها بالتعليم والمسألة التربوية تعلن رفضها توزيع المطبوع في نفوذها الترابي لعدّة علل من بينها التعقيم، فعقّمنا المنشورات في عين المكان تحت أنظار المسؤول التربوي الأوّل، ثمّ رأوا في احتوائه على شعار الجمعية علّة لِعَدَم توزيعه، فاتصلتُ بمدير الإعدادية الذي قال إنّه من الناحية التربوية ليس هناك أيّ مانع من ورود شعار الجمعية في المنشور”.
وأبرز الفاعل الجمعوي ذاته أنهم أرادوا توزيع المطبوع لأنّ تلاميذ إعدادية أيت عبد الله حتى ولو توفر لديهم الأنترنت، فإنهم “لا يستطيعون متابعة الدروس في غياب مطبوع ورقي، علما أنه من المتوقّع تمديد فترة الحَجر”.
وكشف المتحدث أنه طُلِبَ منهم تمزيق الورقة الأولى من المطبوع وحذف شعار الجمعية حيثما وجد، “ثم نحضِر المطبوع لشخص معروف في المنطقة بتورطه في مجموعة من القضايا المشبوهة حتى يُسَلِّمَهُ للجماعة لتشرف على توزيعه”.
وعلّق المصرّح على هذا الطّلب قائلا: “هذا ما لن نتقبّلَه كجمعية لأننا لا نقبل المتاجرة سياسيا بأبنائنا”، مضيفا: “ما دمنا نُتَّهَمُ دون ردّ أو إنصاف، فإنّ الحلّ الوحيد كان هو أن نبتعد ونترك الجمعية تواصل المسير”.