أكد المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار على دعمه للدبلوماسية الوطنية، مشيدا بموقفها الحازم وإدارتها العالية للأزمة مع الحكومة الإسبانية، ومنوها بتعاطيها الحكيم مع الهروب إلى الأمام، ومحاولة التضليل الذي مارسته الحكومة الإسبانية لتبرير استقبال زعيم الحركة الانفصالية، مستغربا محاولتها الركوب على مأساة المهاجرين، التي تحمل المغرب دوما كلفة التخفيف منها؛ وهو الموقف الذي يعتبره الحزب تصعيدا غير مقبول ينذر بنسف ما تبقى من منسوب الثقة المهدورة.
كما أشاد المكتب السياسي، خلال اجتماعه برئاسة عزيز أخنوش بالمقر المركزي للحزب بالرباط، بتعليمات الملك محمد السادس التي أعطاها للوزيرين المكلفين بالداخلية والشؤون الخارجية من أجل التسوية النهائية لقضية القاصرين المغاربة غير المرفوقين الموجودين في وضعية غير نظامية في بعض الدول الأوروبية.
وفي بداية الاجتماع، قدم أخنوش عرضا مفصلا حول برنامج الأحرار لمرحلة 2021-2026، تطرق فيه إلى الالتزامات والإجراءات العملية التي يقترحها الأحرار في المرحلة المقبلة، والتي تنطلق في شموليتها من مجهود الإنصات الموسع والمستمر الذي نهجه الحزب على مدى السنوات الخمس الماضية والذي شمل الاستماع إلى أزيد من 300 ألف مواطن ومواطنة.
كما أشاد المكتب السياسي بهذه المناسبة بجودة الاقتراحات التي تم تجميعها بعد أربع جولات ميدانية كما وكيفا، والتي مكنت الأحرار من بناء تصور مندمج لأولويات المغاربة، آخرها برنامج 100 يوم 100 مدينة.
وعلاقة بموضوع “برنامج الأحرار”، توقف المكتب السياسي عند أهمية تبني خطاب سياسي موحد يرتكز على أولويات واضحة، تمكن من الخروج من الأزمة بنجاح، وتساهم في خلق فرص الشغل، ومواصلة بناء الدولة الاجتماعية، مؤكدا على الإبقاء على هذه الدورة مفتوحة إلى حين اختتام الجولة الوطنية لتقديم برنامج الأحرار، قصد استثمار إمكانيات التفاعل مع مضامينه.
وفي هذا الإطار، أعلن المكتب إطلاق الجولة الوطنية للأحرار بدءا من أكادير، يوم 3 يونيو الجاري، “كأول محطة لمبادرة تواصلية جديدة تهدف إلى التعريف ببرنامج معزز بالأرقام، محكم، قابل للتنفيذ، يعكس طموحات المواطنين ويؤسس لتعاقدات سياسية مستقبلية سليمة ويحمل كل مقومات التغيير التي يطمح لها المواطن”.
وارتباطا باللجنة الخاصة بالنموذج التنموي، نوه المكتب السياسي بالتقرير الذي تم تقديمه أمام أنظار الملك بالقصر الملكي بفاس يوم 25 ماي الماضي، مشيدا أولا بالمبادرة الريادية للملك الرامية إلى إطلاق “هذا النقاش المتقدم والمفتوح قصد بلورة نموذج تنموي مبني على إشراك جميع القوى الحية في المجتمع؛ وهي المقاربة التي توجت بحصيلة عمل هذه اللجنة، والتي تتقاطع مع رؤى وتصورات وقيم التجمع الوطني للأحرار”.
وعبر حزب الأحرار عن اعتزازه بالخيار الديمقراطي كثابت من ثوابت الأمة، مؤكدا على مركزية الأحزاب السياسية في مسار تشييد دولة الحق والقانون، ويشدد على الدور المحوري للأحزاب ذ اتها في ضمان تعددية حقيقة تعكس اختلاف الآراء والمرجعيات، بشكل يصون تعزيز منسوب الثقة في الأحزاب كرافعة لتحقيق الأفق التنموي الجديد وتعزيز الدولة القوية بمؤسساتها وبمنظومة رعايتها الاجتماعية وبحرصها على تكريس البناء الديمقراطي.
وأضاف: “تثمينا لهذا المجهود الجماعي المهم، يعلن الأحرار انخراطه في ورش التفكير المشترك في أفق إخراج الميثاق الوطني من أجل التنمية. وفي هذا الصدد، يشيد الأحرار بمبادرة اللجنة إشراك الأحزاب السياسية في بلورة وتجويد الميثاق كآلية لتفعيل الإطار المرجعي لتقرير اللجنة الخاصة بالنموذج التنموي”، منوها بالتفاعل الإيجابي الذي طبع لقاء اللجنة بقيادات الحزب ويؤكد عزمه المساهمة في إنجاح هذا الأفق المتجدد في التعاطي السياسي مع القضايا التنموية بالبلاد.
وعلاقة بالشأن التنظيمي وطبقا للمادة 21 من النظام الأساسي وعملا للمادتين 17 و18 من النظام الداخلي للحزب، وتنفيذا تقارير اللجان المختصة بدراسة الترشيحات، وبعد استشارة المكتب السياسي، تقرر تعيين كل من أحمد الشيكر منسقا إقليميا بالسمارة، وأنوار صبري منسقا إقليميا بسيدي سليمان.