يواصل حزب الاستقلال استعداداته الانتخابية في منطقة الرّيف، التي تشهد هذه الفترة بروز نقاش تقنين زراعة “الكيف”، وهو ما يشكّل فرصة سانحة لـ”حزب الميزان” لتوسيع دائرة وجوده في منطقة الشّمال، وإزاحة حزب الأصالة والمعاصرة الذي عمّر فيها لأكثر من عشر سنوات.
وفي غمرة الاستعداد للانتخابات المحلية والتشريعية، التي ستقام أواخر هذا العام، انبثق نقاش “تقنين الكيف” بالمغرب وسط آمال عريضة لتمكين المزارعين من آليات تمكنهم من الاستفادة من محصولهم الزّراعي بشكل قانوني، والسّماح باستخدام القنب الهندي في المجال الطّبي.
ودخل كلّ من حزب الاستقلال والأصالة والمعاصرة على خط النّقاش العمومي، محاولين فرض وجهة نظرهما في الموضوع، من خلال إقامة خطابات وندوات فكرية هدفها استقطاب أعضاء جدد والانفتاح على بعض المناطق المعنية بزراعة “الكيف”، والتي تعرف كثافة سكانية كبيرة.
نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، ثمّن خلال لقائه بأعضاء الحزب بالرّباط هذا التّوجه، حيث شدّد على أن “منطقة الحسيمة، والريف عموما، تحظى بتمييز إيجابي مهم وبعناية خاصة من قبل الملك محمد السادس، منذ اعتلائه العرش، كما حظيت بتضامن وطني غير مسبوق بعد زلزال الحسيمة”.
وفي هذا الصدد، اعتبر الناشط المدني شريف أدرداك أن “حزب الاستقلال يركّز على الريف حتى يأخذ مكان ‘البام’ الذي عمر فيه لعشر سنوات”، مبرزا أن “الاستقلاليين يستقطبون الكائنات السياسية المنتمية إلى البام، والتي كانت قبل ذلك منتمية إلى الأحرار”.
وأورد الناشط المحلي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “تأثير حزب الاستقلال مقتصر على منطقة صنهاجة فقط، أي دائرتي ترجيست وكتامة بإقليم الحسيمة، حيث تتواجد كائنات سياسية تغير جلدها حسب ما تقتضيه مصالحها الخاصة، وهم في الغالب مستشارون جماعيون أو رؤساء جماعات ذوو مستوى تعليمي بسيط أو منعدم”.
وفي ما يخصّ دائرة بني ورياغل، يضيف أدرداك أن “ساكنتها معروفة بعدائها التاريخي لحزب الاستقلال الذي تحمله مسؤولية الأحداث الدامية التي شهدتها انتفاضة الريف سنتي 58 و59 وما تلاها من اغتيالات واعتقالات واغتصاب جماعي لنساء المنطقة؛ زد على ذلك أن نسبة التصويت في هذه المنطقة منخفضة مقارنة بمناطق زراعة ‘الكيف’، أي صنهاجة”.
“أما دائرة بني بوفراح فهي معروفة بولائها لحزب التجمع الوطني للأحرار، الذي يعتبر المرحوم الشريف الوزاني أبرز رموزه في المنطقة، نظرا لتواجد زاويته هناك..وفي الحقيقة ليس هناك حزب مؤهل لاكتساح الساحة، ومع تغير القاسم الانتخابي ستتقاسم أربعة أحزاب الجماعات المحلية على مستوى الإقليم وهي: البام، الأحرار، الاستقلال، الحركة الشعبية والاتحاد الاشتراكي. وعلى مستوى البرلمان ستفوز أربعة من هذه الأحزاب بالمقاعد الأربعة المخصصة لإقليم الحسيمة”، يختم المتحدث ذاته.