يتوفر المغرب على كفاءات علمية وتقنية سطع نجمها عبر فترات زمنية متفرقة في قطاعات ومجالات مختلفة، نجحت في اعتلاء منصة الاختراع والابتكار وطنيا ودوليا، على الرغم من العراقيل والتحديات التي تواجه غالبية تلك الكفاءات؛ أبرزها يرتبط الجانب المادي.

التقني حسن بونا هو نموذج من بين هذه الكفاءات المغربية التي تواصل منذ سنوات مسيرة البصم على ابتكارات جديدة من شأنها تسهيل مجال اشتغاله في مجال الهواتف بمدينة تزنيت، وتطوير ورشته وتجويدها في مقابل تخفيض الكلفة المالية للزبناء الراغبين في إصلاح شاشات أجهزتهم الإلكترونية عوض استبدالها بشكل كامل.

حسن بونا، ابن مدينة آيت ملول الذي يملك تجربة 20 سنة في المجال الإلكتروني، لم تقتصر ابتكاراته الشخصية على قطاع اشتغاله فقط؛ بل تجاوزه إلى صنع آلات ميكانيكية مختلفة، كانت آخرها اختراع قطعة استثنائية تلعب وظيفة مهمة في منع انفجار طنجرة الضغط.

شاشات الهواتف

“بعد التطور الذي عرفه مجال إصلاح الهواتف وما أضحى يتطلبه من آليات وتقنيات حديثة باهظة التكلفة، فكرت في تجاوز هذا الإشكال عن طريق دخول عالم الاختراع، الذي توفقت خلاله قبل ثلاث سنوات في صناعة آلة OCA MAROC المتخصصة في إزالة الفقاعات من شاشات الهواتف والتي تعمل بشكل أوتوماتيكي على الصعيدين العربي والإفريقي”، يقول حسن بونا.

وتابع المخترع ذاته في تصريح لجريدة هسبريس: “خلال فترة الحجر الصحي، استغللت الفرصة ونجحت في صنع آلة OCA MAROC BS 300  التي تقوم بالوظيفة نفسها المتعلقة بإزالة فقاعات الشاشات؛ لكنها أكثر تطورا، وكانت بالنسبة إلي بمثابة تحدّ دفعني إلى سلك مسار التكوين في لغة البرمجة، وهي النقطة الإيجابية التي ستشكل دفعة إيجابية في ما يخص مشاريعي المستقبلية”.

“وبخصوص جهاز OCA MAROC ST-700 الخاص بإزالة الغبار المتطاير من الهواء ضمانا لخدمة ذات جودة عالية أثناء عملية جمع وتركيب زجاج الهاتف النقال موضوع الإصلاح، فلم تتجاوز مدة صنعه أسبوعا واحدا بمجهود شخصي في جميع مراحل التخطيط والتصميم والصنع”، يورد المتحدث ذاته.

وأضاف ابن مدينة آيت ملول: “أما بالنسبة إلى آلة ACF REPAIR TP300  الفعالة في تلحيم ألياف شاشات التلفاز والهاتف التي بدأت عملية إنجازها منذ سنة وهي متطورة جدا، فللأسف لم أتمكن من إنهائها بسبب المشاكل المادية التي واجهتني، علما أن أي مخترع إفريقي أو عربي لم يتمكن إلى حدود الساعة من صنع هذا الجهاز؛ لما يتميز به من قدرة على التحكم في درجات الحرارة”.

قطعة طنجرة الضغط

“قبل حوالي عام، انفجرت طنجرة ضغط على امرأة تسكن بجوارنا. لهذا السبب، بدأت أفكر في اختراع آلة تحول دون تكرار حوادث مماثلة، حيث اشتغلت في بادئ الأمر على ابتكار قطعة إلكترونية؛ غير أن احتمال تعطلها في أية لحظة دفعني إلى سلك مسار ميكانيكي”، يقول حسن بونا.

وتابع المخترع ذاته مسترسلا: “بعد تجريب العديد من الحلول، وجدت بعض الثغرات في القطع الأولى، سواء منها التي تتعطل بسبب البخار أو نتيجة عدم تيكفها مع درجة الحرارة المرتفعة، قبل أن أتمكن من اختراع قطعة تملك كافة الضمانات لتفادي انفجار طنجرة الضغط والحد من هذه الظاهرة المميتة بشكل كامل”.

وأكد بونا أنه “بالرغم من أهمية الابتكار وما سيكون له من أثر وقائي على صحة مستعملي طناجر الضغط، فإن الشركات المصنعة لهذه الأخيرة لم تتفاعل بعد مع خطوتي هاته؛ الشيء الذي دفعني مؤخرا إلى التفكير في التنسيق مع شركات أوروبية قصد صنع طنجرة ضغط جديدة تتضمن بين أجزائها القطعة المانعة للانفجار، ثم العمل على تسويق المنتوج داخل الأسواق المغربية”.

ومن أجل السير قدما بمجال الابتكار والبحث العلمي، أشار حسن بونا، في ختام حديثه مع هسبريس، إلى أن دعم الجهات المسؤولة للطاقات والمواهب أضحى أمرا ضروريا، داعيا إلى “إنشاء فضاءات خاصة تجمع بين المخترعين المغاربة، المبتدئون منهم أو المحترفون، باختلاف تخصصاتهم ضمانا لخلق تكامل قادر على الدفع بعجلة الصناعة المغربية نحو الأمام”.

hespress.com