“لكل امرئ من اسمه نصيب”، كما أن للأسماء تأثير على البشر..هكذا يبدو الأمر مع شخصيات سياسية وإعلامية غلبتهم شقوتهم فصارت لهم طبعا يتطبعون به، وباتوا يهرفون بما لا يعرفون..

حشراوي

إحدى هذه الشخصيات التي ظهرت في موضوع الصحراء المغربية والعلاقات مع إسرائيل هي حنان عشراوي، التي لقبها رسام كاريكاتير فطن بـ”حنان حشراوي”، (بحرف الحاء)، فهي بالفعل حشرت أنفها الطويل جدا في ما لا يعنيها، بل قالت في موضوع الصحراء “ما لم يقله مالك في الخمر”.

القيادية الفلسطينية، المستقيلة من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حشرت نفسها في زاوية ضيقة عندما تركت شؤون فلسطين وآلام الفلسطينيين، لتحلل قرار أمريكا الاعتراف بمغربية الصحراء، وتعتبره بدون أثر قانوني ولا سياسي.

وما كانت “حشراوي” لتفعل فعلتها تلك، وتتجاوز حدود “أنفها الطويل”، بربط ملف الصحراء بقضية فلسطين، لو ظلت منتسبة إلى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي تدعم مغربية الصحراء، لكنها اختارت أن ينطبق عليها المثل “من تدخل في ما لا يعنيه سمع ما لا يرضيه”.

أردوخان

ومثل حنان عشراوي، وفي سياق آخر غير بعيد عن سابقه، خرج الرئيس التركي طيب رجب أردوغان بتصريحات يقول فيها إن بلده ينشد إقامة علاقات أفضل مع إسرائيل (كذا!).

ويسمي أحد الظرفاء النبهاء أردوغان بلقب “أردوخان” (بحرف الخاء عوض حرف الغين) .. ولعل اسم “أردوخان” من الردخ، والردْخ في معين لغة الضاد هو الوحل الكثير، ولا ريب أن حذاء زعيم الأتراك يغوص داخل وحل سياسي كثيف ورط نفسه فيه في عدة بقاع من العالم.

ويقال ردخ أيضا أي شدخ رأسه شدخا، فالرجل يعاني من شدوخ سياسية، جعلته يطلب ود إسرائيل، في نفس الوقت الذي ينتقد كل دولة تقيم علاقات مع تل أبيب، حاملا شعار: “حلال علي حراك عليكم”..

ومن كثرة الردخ والشدخ الذي يتقنه “أردوخان” باتت تركيا تعيش على حافة الانهيار..وهذا ليس كلاما يُلاك أو اتهاما يُلفق..جريدة نيويورك تايمز نشرت في أحد أعدادها الأخيرة استطلاع منظمة “ميتروبول ريسيرش” التي أفادت بأن “ثورة جياع” تهدد بلاد الأناضول في المستقبل، كما أن ربع المستجوبين أكدوا عجزهم عن تلبية احتياجاتهم الأساسية..

القاسم

وأما فيصل القاسم فما يبثه من “سموم” يخالف اسمه تماما، فلا هو بفيصل ولا هو بقاسم..إنما يخرج لسانه في برنامجه “الاتجاه المعاكس” يعكس فيه الحقائق عكسا مثيرا للاستغراب، كما لا يتوانى في إطلاق اتهاماته يمنة ولا يسرة بلا فيصل ولا قاسم حق.

ومن ذلك وصفه للمغرب بالمحتل للصحراء في تغريدة له، قبل أن ينصاع ويبلع لسانه السليط عندما هب المغاربة هبة واحدة للرد عليه ردا لن ينساه ولو إلى حين..

hespress.com