ما زال موضوع الذاكرة التراثية لمدينة الدار البيضاء يثير الجدل في الأوساط المحلية بسبب التهميش الذي تعاني منه مجموعة من المآثر العمرانية والتاريخية، ضمنها حصن “السّقالة” الذي كان مركزاً للدفاع عن المحيط الأطلسي في عهد السلاطين المغاربة.

ويُواجه الحصن الأثري القديم عوادي الزمن في العاصمة الاقتصادية، ما أدى إلى تآكل جدرانه، وصار يعرض حياة الزوار للخطر، بحسَب الشهادات المحلية، لا سيما أنه يعد وجهة سياحية للزوار الأجانب والمغاربة أيضا الراغبين في اكتشاف الأسرار التاريخية التي تكتنزها هذه المعلمة.

وفي هذا الصدد، قال محمد لعوينة، رئيس جمعية الأبواب الخمسة للمدينة العتيقة بالدار البيضاء، إن “حصن السقالة يختزن الذاكرة الجمعية للبيضاويين، بالإضافة إلى الزوايا وضريح سيدي عبد الرحمان”، داعيا إلى “ترميم وصيانة هذا الحصن التاريخي الذي تعرض للإهمال”.

وأضاف المتحدث، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “حائط الحصن أصبح متآكلا مع الزمن، وبدأت تسقط منه بعض الأحجار، ما يتطلب تدخل وزارة الثقافة بشكل مستعجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه”، مبرزا أن “الحائط يشكل خطرا على الزوار”.

[embedded content]

وأوضح المصدر عينه أن “حصن السقالة يندرج ضمن الحيز الترابي للمدينة العتيقة، المشمولة بالعناية الملكية، حيث زارها الملك محمد السادس ثماني مرات وخصص لها ميزانيات ضخمة، ما أسفر عن إخراج مجموعة من المشاريع إلى حيز الوجود”.

لكن البرامج المنجزة، تبعاً للفاعل المدني عينه، في حاجة ماسة إلى المتابعة والتقييم، قصد تقويم الاختلالات التي تظهر مع الوقت، مؤكدا أنه “لا يوجد أي تحرك رسمي من لدن السلطات لصيانة بعض المآثر المتهالكة طيلة عقد من الزمن”.

ودعا الفاعل ذاته إلى “تدخل وزارة الثقافة قصد ترميم وصيانة المآثر العمرانية التاريخية بالمدينة العتيقة، التي يجب إعادة النظر في سياسة تدبيرها، حيث يجب منع دخول المركبات والدراجات بمختلف صنوفها، وذلك على غرار المدن العتيقة في الصويرة وتطوان وغيرهما، فضلا عن معالجة مشاكل قنوات الصرف الصحي”.

hespress.com