قال سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي الناطق الرسمي باسم الحكومة، إن “إدماج تدريس اللغة الأمازيغية في قطاع التعليم المدرسي انطلق مباشرة بعد خطاب أجدير وإحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، بحيث أخَذَ درس اللغة الأمازيغية مكانه في المنهاج الدراسي للسلك الابتدائي انطلاقا من الدخول المدرسي 2003”.
وأضاف أمزازي، في اجتماع اللجنة الوزارية الدائمة المكلفة بتتبع وتقييم تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية، أنه “تم في إطار التكوين المستمر وبتعاون مع المعهد الملكي للثقافة الامازيغية، تأهيل حوالي 9000 إطار تربوي من الناطقين بالأمازيغية لتدريسها (أغلبهم أحيلوا على المعاش أو انتقلوا إلى مناطق أخرى)، كما تم إعداد الكتب المدرسية والدلائل التي تغطي السنوات الست للسلك الابتدائي”.
وأوضح المسؤول الوزاري أعداد التلاميذ المستفيدين من حصص اللغة الأمازيغية استقرت في حوالي نصف مليون تلميذ سنويا، “وهي أعداد لا ترقى لتطلعات بلادنا أن يصبح كل مغربي قادرا على التواصل السلس باللغة الأمازيغية باعتبارها ملكا مشتركا لجميع المغاربة كما نص على ذلك دستور المملكة، وأهم عقبة اعترضت التعميم الأفقي والعمودي لتدريس اللغة الأمازيغية تكمن في عدم توفر المورد البشري القار وبالعدد الكافي”.
وأشارت مداخلة أمزازي، التي استعرضت حصيلة إنجازات القطاعات التي يشرف عليها في ما يتعلق بالالتزامات الواردة في القانون التنظيمي 16-26 المتعلق بتحديد مراحل تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وكيفية إدماجها في مجال التعليم وفي الحياة العامة ذات الأولوية، إلى أن “مصالح الوزارة عكفت على إعداد مخطط عشري يتضمن التزامات القطاع والآجال المحددة للوفاء بها، مع العمل على تضمين التدابير المتعلقة بها في حافظة المشاريع الخاصة بتفعيل أحكام القانون الإطار رقم 17-51 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي”.
واستطرد قائلا: “تتمحور الموجهات الأساسية للمخطط العشري 2021-2030 حول ثلاثة محاور خاصة؛ أولها المنهاج الدراسي؛ إذ قامت الوزارة بمراجعة شاملة لمنهاج اللغة الأمازيغية بالسلك الابتدائي (يرجع تاريخ صياغته إلى 2003)، وقد تم إعداده بشكل مشترك مع المعهد، وإعطاء الانطلاقة لمراجعة كتب السنوات الأولى والثانية والثالثة، لتكون جاهزة في شتنبر 2021، وكتب الثلاث سنوات الموالية في شتنبر 2022”.
وأبرز المتحدث أنه يجب تطوير نموذج بيداغوجي خاص بسلك التعليم الأولي يُمَكِّنُ من استقبال الأطفال في سلك التعليم الأولي ببيئة لغوية تنطلق من لغتهم الأم، ويساعد على تعزيز رصيدهم اللغوي بالانفتاح على لغات التدريس خلال سنتي السلك الأولي من خلال الأنشطة التربوية التي يتضمنها الإطار المنهاجي والدليل التربوي والمجموعات التربوية المصادق عليها لهذا السلك.
وتطرقت مداخلة الوزير إلى إعداد المنهاج الدراسي للغة الأمازيغية الخاص بالسلك الإعدادي من أجل الانطلاق في تفعيله تزامنا مع مراجعة بقية مكونات منهاج هذا السلك ابتداء من شتنبر 2022، وتطوير درس اللغة الأمازيغية باعتماد تكنولوجيا الإعلام والاتصال والمنصات الرقمية لتسريع وتيرة التعميم الأفقي والعمودي، وتضمين البعد الثقافي الأمازيغي في كل المواد الدراسية على غرار البعد الثقافي العربي والأبعاد الثقافية العبرية والإفريقية والأندلسية والكونية.
وبشأن تكوين المدرسين والمؤطرين، لفت وزير التربية الوطنية إلى مضاعفة عدد الأساتذة المتدربين في المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين خلال السنوات الثلاث المقبلة، بتوظيف 400 مدرس(ة) متخصص في اللغة الأمازيغية سنويا عوض 200 حاليا، مما سيمكن من التوفر على 5000 مدرس متخصص للغة الأمازيغية يعملون بسلكي التعليم الابتدائي والإعدادي بحلول سنة 2030.
وبالإضافة إلى ذلك، سيتم إدماج التكوين المستمر لأساتذة اللغة الأمازيغية في البرامج الجهوية للتكوين المستمر، وإدماج مجزوءة وظيفية للغة الأمازيغية في برامج تكوين أطر الإدارة التربوية وأطر الدعم التربوي وأطر التفتيش والمراقبة التربوية والتخطيط والتوجيه، وفتح المجال للأساتذة الذين سبق لهم أن استفادوا من تكوينات متينة في اللغة الأمازيغية من طرف المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، ليصبحوا أساتذة متخصصين في تدريس اللغة الأمازيغية بشكل حصري في سلكهم الأصلي.
كما يتم العمل مع شركاء، منهم المعهد الملكي، على إعداد منصة للتعلم الذاتي للغة الأمازيغية تكون مفتوحة بالمجان في وجه الأطر الإدارية والتربوية، إلى جانب إجراء حركة انتقالية خاصة بالأساتذة المتخصصين في اللغة الأمازيغية، على غرار ما هو معمول به في أسلاك التعليم الثانوي.
وحول التقييم والامتحانات، قال أمزازي: “على غرار ما نحن بصدده بالنسبة للغة العربية واللغة الفرنسية والرياضيات في سلك التعليم الابتدائي من إعداد معايير لتقويم التعلمات، يتم الاشتغال مع المعهد الملكي على إعداد معايير تقييمية خاصة بنهاية المستويات الثاني والرابع والسادس ابتدائي، تكون مصحوبة بآليات لمعالجة التعثرات وتصفية الصعوبات. ثم بعد ذلك القيام بنفس الشيء بالنسبة للسنة الثالثة من السلك الإعدادي، وذلك لضمان مستوى مقبول من التَّمَكُّن اللغوي قبل الانتقال إلى المستويات العليا”.
وبالنسبة إلى المجال العرضاني، أورد وزير “التعليم” أنه بصدد وضع الترتيبات الأخيرة لإحداث بنيات إدارية لتتبع المخطط العشري، من خلال إحداث قسم يعنى بتدريس اللغة الأمازيغية داخل بنيات الوزارة، وإحداث مصالح خاصة بتدريس اللغة الأمازيغية على مستوى كل الأكاديميات، وإصدار قرار يتضمن الموجهات الأساسية للمخطط العشري الخاص بالتعميم على مستوى أسلاك التعليم الإلزامي، والإعلان الرسمي عن البرنامج الوطني لتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية بوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، وإحياء لجنة مشتركة بين الوزارة والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية لتتبع البرنامج العشري واقتراح الحلول لتذليل الصعوبات التي ستعترض التفعيل.
وفي ما يتعلق بمراحل المخطط العشري، هناك إجراءات قريبة المدى (الدخول المدرسي شتنبر 2021) تتمثل في إعداد كتب مدرسية جديدة للمستويات الثلاثة الأولى لسلك التعليم الابتدائي، ثم إجراءات متوسطة المدى (برنامج العمل المرحلي 2021-2023) تتضمن تكوين 1000 أستاذ جديد للغة الأمازيغية وإعداد كتب مدرسية جديدة لمستويات الرابع والخامس والسادس لسلك التعليم الابتدائي (شتنبر 2022) وللسنة الأولى من التعليم الإعدادي (شتنبر 2023)، وكذا إجراءات بعيدة المدى (2024- 2030) تشمل التعميم التام في أسلاك التعليم الإلزامي، عبر تكوين حوالي 3000 أستاذ للغة الأمازيغية، وإعداد كتب مدرسية لمستويات الثاني والثالث من سلك التعليم الإعدادي، وخلق مراكز لتعلم وإتقان اللغة الأمازيغية في الثانويات التأهيلية.