وسط إجراءات لضمان السلامة الصحية داخل الضيعات الفلاحية وتفادي الإصابة بعدوى “كوفيد-19″، يشرف موسم جني منتوج التفاح على نهايته بإقليم ميدلت، حيث من المتوقع أن يصل الإنتاج هذه السنة أكثر من 360 ألف طن، وفق الإحصائيات الرسمية.

وتنتظر ساكنة إقليم ميدلت موسم جني التفاح على أحر من الجمر قصد تمكينها من العمل لضمان توفير مصاريف العيش، خاصة أن جني المنتوج في هذه الفترة يوفر أكثر من مليون يوم عمل لفائدة اليد العاملة المحلية.

واشتكى بعض الفلاحين من الخسائر التي لحقت منتوج التفاح هذه السنة بسبب موجة برد عرفها الإقليم في الأشهر الماضية، مؤكدين أن بعض الضيعات لم تسجل إنتاجا كبيرا مقارنة مع السنوات الفائتة، فيما أكد آخرون أن المنتوج هذه السنة سيكون مميزا ووفيرا.

عسو أيت سعيد، صاحب ضيعة فلاحية بضواحي مدينة ميدلت، قال إن “موسم جني التفاح يشرف على الانتهاء”، مشيرا إلى أن “جني المنتوج يوفر فرص الشغل للشباب وساكنة المدينة من الجنسين”، مضيفا أن “هذه السنة تتميز بتدابير الوقاية من كورونا، وكل شجرة بعامل واحد”.

وشدد المتحدث ذاته على أن الإنتاج هذه السنة جيد مقارنة مع السنوات الأخيرة، لكن “التبروري” الذي ضرب المنطقة خلال الأشهر الماضية تسبب في فساد أكثر من 70 في المائة منه، لافتا إلى أن ضيعته تنتج في المتوسط ما يقارب 2000 طن، لكن هذا العام قد لا يصل إنتاجها حتى إلى 600 طن.

فلاحون آخرون زارتهم هسبريس في ضيعتاهم الفلاحية قالوا إن منتوج التفاح بإقليم ميدلت هذه السنة سيكون مميزا مقارنة مع السنوات الماضية، وذلك من خلال تسجيل أكثر من 360 ألف طن، في الوقت الذي سجل فيه الإقليم في السنوات الماضية 320 ألف طن.

من جهتها، قالت أشقرين لطيفة، عاملة بضيعة فلاحية، إن “اليد العاملة المحلية بإقليم ميدلت تنتظر هذه الفترة من أجل العمل لتوفير بعض المصاريف”، مضيفة أن هذه السنة تميزت بالإجراءات الوقائية الخاصة بكورونا، موردة أن العمال وأرباب العمل استجابوا للتدابير المتخذة من طرف السلطات العمومية للوقاية من الإصابة بالفيروس.

وأضافت لطيفة، في تصريح لهسبريس، أن “جني منتوج التفاح يوفر فرص عمل مهمة لفائدة الساكنة المحلية وعموم المغاربة، التي باتت تزداد سنويا نتيجة زيادة عدد الضيعات الفلاحية الجديدة كل سنة”، وفق تعبيرها.

صالح السرغيني، المدير الإقليمي لقطاع الفلاحة بميدلت، قال إن “الإقليم يُعرف وطنيا بالتفاح وجودته، ويطلق عليه عاصمة التفاح، وينتج أكثر من 60 في المائة من هذه الفاكهة على الصعيد الوطني، وأكثر من 90 في المائة على صعيد الجهة”.

وأوضح المسؤول الإقليمي للفلاحة، في تصريح لهسبريس، أن “الإقليم ينتج 360 ألف طن سنويا من جميع أصناف التفاح، وهذه السنة سيتم إنتاج 370 ألف طن”، لافتا إلى أن المساحة المغروسة بالتفاح على صعيد الإقليم مهمة جدا، تبلغ 12 ألف هكتار.

وأبرز المصدر ذاته أن “منتوج التفاح وحده يحدث مليونا و500 ألف يوم عمل في فترة الجني فقط، ويدر مليارا و500 مليون درهم سنويا كرقم معاملات على مستوى إقليم ميدلت”، لافتا إلى أن “سلسلة التفاح لها تأثير إيجابي على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، وهي ركيزة أساسية في التنمية الإقليمية، وتعتبر مع سلسلة الماشية الركيزة الأساسية للاقتصاد بالإقليم، خاصة في المجال الفلاحي”.

وكشف المدير الإقليمي للفلاحة بميدلت أن المديرية تدعم مشاريع التفاح في إطار مخطط المغرب الأخضر أو عن طريق دعم السلسلة في إطار صندوق التنمية الفلاحية، مبرزا أن “ما بين 300 و500 هكتار من منتوج التفاح تزداد كل سنة بدعم من وزارة الفلاحة”.

وأشار المسؤول ذاته إلى أن “الوزارة تقوم بدعم الفلاحة بعدد من البرامج التي تهم حماية المنتوج وتطويره، وهناك مجهود كبير يبذل في هذا الإطار تلمسه الساكنة المحلية التي تعتبر التفاح مصدر عيشها، كما تقوم أيضا بإحداث مشاريع من قبيل السواقي وغيرها لضمان استمرارية سلسلة التفاح”.

hespress.com