يتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي “حملة فيسبوكية” ترمي إلى الكف عن مشاهدة المضامين الرقمية “التافهة”، التي باتت تستأثر باهتمام المتابعين المغاربة طيلة الأسابيع الأخيرة، سواء تعلق الأمر بأشرطة “روتيني اليومي” أو “فيديوهات” بعض الأشخاص الباحثين عن “البوز”.

ولوحظ اهتمام كبير بنمط محدد من الأشرطة المرئية المثيرة للجدل، التي تحصد ملايين المشاهدات في ظرف أيام فقط، نظرا إلى طابعها الجاذب لفئة مجتمعية محددة؛ فيما تُطرح الكثير من التساؤلات عن جدوى تلك المضامين الرقمية التي لا تحترم الآداب العامة، ولا تقدم كذلك أي استفادة معرفية ومهنية وشخصية للفرد.

لذلك، أطلق عشرات نشطاء موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” حملة افتراضية تحمل وسم “الجاهلية الحديثة”، وجهت انتقادات متتالية إلى “اليوتيوبرز” المغاربة الذين “يتطفلون” على ميدان “الديجيتال” دون سند مهني هادف، مبتعدين بذلك عما يسمى “صناعة المحتوى”؛ ما يساهم بشكل أو بآخر في “تمييع” النقاش العمومي.

وتحفظت الحملة سالفة الذكر بخصوص طبيعة المواضيع التي يتم مقاربتها عبر المنصات الرقمية من لدن هؤلاء، ضاربين المثال بأشرطة “روتيني اليومية” المخلّة بضوابط الاحترام، بعدما خرجت عن الهدف المعلن من بثّها، المتمثل بالأساس في تلقين المشاهدين كيفية الطبخ وغسل الأواني وتنظيف المنزل.

كما استأثرت أشرطة مرئية أخرى باهتمام نشطاء تلك الحملة الافتراضية، حيث تتعلق ببعض التراشقات بين “اليوتيوبرز”، وخوض تحديات رياضية وقتالية، بالإضافة إلى أشرطة تتضمن مشاهد “جرائم وهمية”، وأخرى تدّعي أنها تقدم النصائح للنساء بخصوص كيفية التعامل مع أزاوجهن أو أصدقائهن.

تبعا لذلك، تعالت أصوات كثيرة تنادي بإعطاء الأولوية للثقافة في مناحي الحياة العامة، نظرا إلى غياب المدرسة والأسرة عن كل تلك النقاشات السائدة بمواقع التواصل الاجتماعي؛ ما جعل المراهقين والشباب “ضحية” لهؤلاء الأشخاص الذين يستغلون “ضعف” القدرات المعرفية للمتابعين الأوفياء.

وقد تفشّت نوعية جديدة من “الفيديوهات” غير الحاملة لأي رسالة هادفة منذ أشهر، خاصة أثناء الحجر الصحي، إذ سعت إلى جلب أكبر نسب مشاهدة في ظل التزام الجميع منازلهم؛ مما يدرّ على أصحابها مبالغ مالية لا يُستهان بها دون بذل مجهود يُذكر.

hespress.com