تمّ الخميس بجماعة سيدي حمادي بإقليم الفقيه بن صالح، إعطاء الانطلاقة الرسمية للحملة التحسيسية للوقاية من جائحة كوفيد-19 في أوساط القطاع الفلاحي بجهة بني ملال – خنيفرة، تتم تحت إشراف وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بشراكة مع وزارة الداخلية.

وبهذه المناسبة، قال المدير العام للمكتب الوطني للاستشارة الفلاحية، جواد باحجي، إن هذه الحملة التحسيسية في محطتها السادسة بجهة بني ملال-خنيفرة، تسعى إلى الحفاظ على صحة وسلامة جميع العاملين بالقطاع الفلاحي، وضمان سيرورة نشاط وحدات تحويل وتثمين المنتجات الفلاحية في المجالين الحضري والقروي، والحفاظ على مناصب الشغل ووتيرة تزويد الأسواق الداخلية على المستوى المحلي والجهوي والوطني، مع استمرارية نشاط الصادرات، علاوة على حث جميع العاملين بالقطاع الفلاحي بالجهة على التقيد بالتدابير الوقائية، وإنجاح الموسم الفلاحي.

وأشار المسؤول ذاته، خلال حفل أقيم بالمناسبة بمعهد التقنيين المتخصصين في الفلاحة سيدي حمادي، بحضور عامل إقليم الفقيه بن صالح، محمد قرناشي، ورئيس المجلس الإقليمي وعدد من المنتخبين والمهتمين بالقطاع والشركاء، إلى أن المغرب تمكن من تدبير هذه الفترة الحرجة بأقل الخسائر، وذلك بفضل المقاربة الملكية الاستباقية المعتمدة منذ ظهور الفيروس، في أفق إطلاق عملية مكثفة للتلقيح ستشكل ردا حقيقيا لوضع حد للمرحلة الحادة من الجائحة.

وأضاف أن “هذه الحملة تستهدف بالأساس العاملات والعمال والتقنيين والأطر بالضيعات الفلاحية وبوحدات تحويل وتثمين المنتجات الفلاحية وبالأسواق الأسبوعية وأسواق الخضر والفواكه والتجمعات السكنية بمناطق الإنتاج، وتأتي لمواكبة جهود السلطات العمومية والمحلية ووزارتي الصحة والتشغيل وكل القطاعات الوزارية المعنية من أجل الحد من انتشار هذا الوباء في كل أرجاء المملكة”.

المدير الجهوي للفلاحة بجهة بني ملال خنيفرة، احساين رحاوي، قال من جهته: “يأتي توقيت تنظيم هذه الحملة التحسيسية في بداية الموسم الفلاحي 2020/2021، لتطمين ودعم جميع المتدخلين في القطاع الفلاحي، من فلاحين منتجين ومسيرين، للانخراط في هذه العملية التحسيسية والاستمرار في مزاولة الأنشطة الفلاحية لأجل ضمان تزويد طبيعي للأسواق المحلية بالمنتجات الفلاحية لتلبية حاجيات الاستهلاك”.

وأشار رحاوي إلى أنه رغم انتشار وباء كوفيد-19 خلال سنة 2020 ومحدودية المياه المتوفرة للسقي، فإن أنشطة القطاع الفلاحي لم تتوقف على صعيد الجهة، سواء على مستوى الاستغلاليات الفلاحية أو على مستوى وحدات التحويل وتثمين الإنتاج الفلاحي، متوقعا أن يعرف إنتاج هذه السلاسل، التي دخلت مرحلة الجني والتثمين، ارتفاعا مهما يقدر بـ30 في المائة للحوامض مقارنة بالموسم الفارط، بإنتاج إجمالي يصل إلى 500 ألف طن.

وتهدف هذه الحملة التحسيسية، التي تنظم تحت شعار “بوقايتنا نحافظوا على حياتنا وخدمتنا ونساهموا في ضمان تزويد أسواقنا”، حسب المسؤول نفسه، إلى الحفاظ على إنتاجية السلاسل الفلاحية الرئيسية بالجهة، وخاصة سلسلة إنتاج الحليب التي تعتبر من أهم سلاسل الإنتاج على صعيد الجهة، حيث يتم إنتاج ما يفوق 425 مليون لتر في السنة، وهو ما يمثل حوالي 16 %من الإنتاج الوطني، وخلق ما يفوق 3,5 ملايين يوم عمل بالضيعات ووحدات تثمين الإنتاج، وخلق رواج تجاري مهم، حيث يفوق رقم المعاملات 1,4 مليار درهم في السنة.

وفي السياق ذاته، توقع المدير الجهوي للفلاحة بجهة بني ملال خنيفرة أن يرتفع إنتاج الحوامض بنسبة %30 بالنسبة للموسم الفلاحي 2020/2021 مقارنة مع الموسم الفارط 2019/2020، بإنتاج إجمالي يصل إلى ما يقارب 500 ألف طن، وإنتاج الزيتون بنسبة %25 خلال الموسم الفلاحي 2020/2021 مقارنة مع الموسم الماضي، بإنتاج 250 ألف طن. كما ينتظر أن يعرف إنتاج الرمان ارتفاعا نسبيا ليصل إلى 53 ألف طن، مع تحسين في جودة المنتوج، نظرا لاستفادة هذه الزراعة من دورات مائية منتظمة خلال الموسم الفلاحي 2019/2020.

وقال رحاوي إن هذه الإنجازات تعبر عن وعي والتزام جميع الفاعلين والمهنيين العاملين في القطاع الفلاحي بالتدابير الصحية والوقائية من أجل الحفاظ على صحتهم وسلامتهم ومنع تفشي وباء كوفيد-19 في الوسط الفلاحي، مع استمرارية الأنشطة الفلاحية على مستوى الحقل أو وحدات التثمين.

من جانبه، شدد عامل إقليم الفقيه بن صالح في كلمته الافتتاحية عن أهمية الحملة التحسيسية والتواصلية في حماية العاملين بالقطاع الفلاحي، معتبرا هذا الأخير أحد أهم ركائز الاقتصاد المحلي، ومصدر عيش لفئة عريضة من ساكنة الإقليم، حاثا على حمايته وتحصينه، وذلك عبر الالتزام بالإجراءات والتدابير التي اتخذتها السلطات الحكومية في هذا الشأن.

يشار إلى أن تنظيم هذه الحملة التواصلية والتحسيسية يتم تحت إشراف المديرية الجهوية للاستشارة الفلاحية بتنسيق مع المديرية الجهوية للفلاحة، والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتادلة، والمديرية الجهوية للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، والغرفة الفلاحية لجهة بني ملال خنيفرة، والفيدرالية ﺍﻟﺑﻳﻣﻬﻧﻳﺔ المغربية للحليب-مغرب حليب، والجمعية الجهوية للمستشارين الفلاحيين الخواص-بني ملال خنيفرة.

hespress.com