نظم، اليوم الخميس، بمقر المركز الرابع لتكوين المجندين بالوطية، التابعة لإقليم طانطان، حفل اختتام المرحلة الأولى للتكوين الأساسي المشترك للمدعوين للخدمة العسكرية (الفوج 37).
وقد أنهى هؤلاء الشباب، البالغ عددهم حوالي 4 آلاف مجند، والمنحدرين من مختلف مناطق المملكة، مرحلة تكوينية مهمة جدا تمحورت حول الجانب العسكري، خاصة ما يتعلق بالقانون الداخلي، والحركات والوضعيات العسكرية، والسلوك العسكري، والأمن العسكري، والانضباط، وحس المسؤولية والتربية والتأهيل الذاتي.
وسيخوض هؤلاء المجندون المرحلة الثانية من هذا التكوين، الذي يشمل التخصص، يخضعون خلالها لفترة تكوين مدتها 6 أشهر.
وفي كلمة موجهة للمجندين، خلال هذا الحفل الذي شهد أداء القسم لهذا الفوج، قال الجنرال دو ديفيزيون، محمد مقبوب، قائد القطاع العسكري لوادي درعة، “بعد أن استوفيتم الفترة الأولى من التكوين والتي تعد اللبنة الأساس لكل جندي، تحظون بشرف أداء القسم الذي هو الميثاق المتميز والعهد الرباني الدائم الذي يربط بينكم وبين القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية”، داعيا المجندين إلى ضرورة “استشعار الدلالات العميقة لهذا الالتزام المقدس وإدراك قوة هذا الرابط القوي الذي يجسده الاعتزاز والافتخار بانتمائكم إلى أسرة القوات المسلحة الملكية”.
وأضاف “بعد استكمال تدريبكم العسكري الأولي، ستنتقلون إلى المرحلة الثانية من الخدمة العسكرية التي ستخصص بالكامل لاكتساب المهارات في بعض التخصصات العسكرية والمهنية، مما سيخول لكم تعزيز قدراتكم المهنية ومهاراتكم العملية”.
وحث مقبوب المجندين على مواصلة جهودهم خلال المرحلة المقبلة، بمزيد من العمل والاجتهاد، بغية الاستفادة الكاملة من البرامج والوسائل التي وفرتها القوات المسلحة الملكية لإنجاح تكوينهم المهني.
وأتيح لهؤلاء المجندين اختيار تخصصات متنوعة تلبي تطلعاتهم، منها على الخصوص، المعلوميات وميكانيك السيارات والكهرباء وحراس أمن، والبستنة والطبخ.
وأوضح الكومندان بدر إيمولي، المؤطر بالمركز الرابع لتكوين المجندين، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه ” تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، وفي إطار الخدمة العسكرية لتكوين الفوج الـ 37 من المجندين، تم تنظيم حفل اختتام المرحلة الأولى للتكوين العسكري الأساسي التي دامت 4 أشهر وشملت مجموعة من الدروس النظرية والتطبيقية التي تخص المجال العسكري”.
وأضاف أنه، خلال هذه المرحلة، تمت برمجة أنشطة همت تنظيم خرجة ميدانية تروم تعزيز قدرات المجندين على التحمل والتأقلم في الميدان واستخدام السلاح، مشيرا إلى أن المجندين هم على أتم الاستعداد لخوض مرحلة ثانية هي مرحلة التكوين المهني والتخصص، والتي ستمكنهم من الحصول على شهادات مهنية تسهل لهم ولوج سوق الشغل.
وفي تصريح مماثل، أكد عدنان اجميلي، قائد السرية الأولى بالمركز، أن المجندين تمكنوا بعد انتهاء المرحلة الأولى من التكوين العسكري الأساسي من بلوغ الأهداف المسطرة من طرف القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، والتي شملت تطوير مهارات المجندين و قدراتهم المعنوية و النفسية والبدنية، وكذا ترسيخ روح الانضباط والالتزام وتحمل المسؤولية والاعتماد على النفس.
وأوضح أن المجندين بصدد ولوج مرحلة ثانية من الخدمة العسكرية تهم التكوين المهني وتشتمل على دروس في تخصصات عسكرية ومهنية متنوعة، ستخول لهم تعزيز قدراتهم المهنية ومهاراتهم العملية.
من جانبهم، عبر عدد من المجندين عن ارتياحهم لحسن سير المرحلة الأولى من التكوين العسكري التي اكتسبوا خلالها معارف جديدة نظرية وتطبيقية، معربين عن أملهم في أن تشكل مرحلة التخصص مناسبة لتوطيد المكتسبات وتعلم مهنة تسهل اندماجهم في سوق العمل عقب استكمال الخدمة العسكرية.
وفي هذا السياق، أعرب المجند جمال بولمال (تارودانت)، الذي اختار تخصص “المعلوميات”، عن ارتياحه الكبير للظروف “الجيدة والسلسة” التي جرت فيها المرحلة الأولى من التكوين، والتي تلقى خلالها مجموعة من الدروس النظرية والتطبيقية في مجالات مختلفة، منها التربية على المواطنة والانضباط العسكري والتواصل.
وأضاف أنه سيعمل، خلال المرحلة الثانية من التكوين، على اكتساب مجموعة من المهارات وتعزيز القدرات التي ستساعده على ولوج سوق الشغل وتفيده في مساره المهني. أما المجند محمد بويلغمان (خنيفرة)، الذي اختار أيضا تخصص “المعلوميات”، فأكد أن المرحلة الأولى من التكوين “مرت في ظروف جيدة تلقينا خلالها تكوينا في عدة مهارات من طرف أطر متمرسة عملت على تعزيز قدراتنا ومهاراتنا”.
وأشار إلى أن هذا التخصص سيفتح له آفاق مستقبلية جديدة، وسيساعده على الاندماج في سوق الشغل، داعيا في هذا الصدد الشباب المغاربة إلى التوجه نحو الخدمة العسكرية التي تظل تجربة مفيدة وفريدة.
وتميز هذا الحفل بتسليم جوائز لبعض المجندين المتفوقين، شملت جائزة الانضباط والسلوك، وجائزة الاجتهاد والجد في العمل، وجائزة التميز في التربية البدنية والعسكرية. كما تم تقديم استعراض عسكري، ولوحات في الفنون القتالية، وتمرين تكتيكي لمحاكاة عملية تحرير أسيرين من أيدي العدو، وكذا استعراض للمجندين بالأسلحة.
[embedded content]