أصبح الحديث عن مدن الغد موضوعاً مطروحاً بشكل كبير ومستمر في وقت بات العالم أكثر تمدناً، إذ يعيش أكثر من نصف ساكنة العالم في الوسط الحضري، وهو ما يطرح الحاجة إلى اعتماد أنماط حياة جديدة تستجيب للتطلعات والتحديات المطروحة.

في هذا السياق نظم معهد صندوق الإيداع والتدبير ندوة رقمية، الثلاثاء، حول موضوع “مدينة الغد ستكون شاملة، خضراء وذكية”، شارك فيها باحثون وخبراء تطرقوا إلى أساسيات مدن المستقبل واستعرضوا تجارب دولية في هذا الصدد.

وأكد الخبراء خلال هذه الندوة أن مدن المستقبل يجب أن تولي أهمية أكبر لمواجهة التغير المناخي وتعمل على ضمان الإدماج الاجتماعي واستعمال التكنولوجيات الحديثة والاستغلال المعقلن للثروات الطبيعية لتحقيق التنمية المستدامة.

وبالنسبة لأمين الهجهوج، المدير العام لشركة تهيئة زناتة، فإن “مدينة المستقبل هي التي تضع حاجيات السكان ضمن أولوياتها”، وأضاف أن “التحديات تختلف من دولة إلى أخرى، لكن المدينة المستدامة بصفة عامة يجب أن توازن بين مكونات التنمية المستدامة، الاجتماعية والاقتصادية والبيئية”.

من جهته قال محمد سفياني، عمدة مدينة الشاون، إن “مدينة المستقبل يجب أن تكون شاملة بدون تفاوتات وفوارق، يتمتع سكانها بنفس الحقوق والواجبات بغض النظر عن جنسهم وعمرهم ومستواهم المعيشي”.

وأشار سفياني إلى أن “المدينة المستدامة تستعمل بشكل عقلاني مواردها الطبيعية وتحمي موروثها المادي وغير المادي، وتعطي الأهمية للاقتصاد المحلي والتضامني والدائري”، كما أورد أنها “مدينة ذكية تستعمل تقنيات حديثة لفائدة سكانها، وتعمل على أن تكتسب صموداً يمكنها من التكيف مع التغيرات المناخية والأزمات الاقتصادية والاجتماعية والجوائح”.

وفي حديث عن تجربته في تسيير مدينة الشاون منذ سنة 2009، قال سفياني إنه “كان من الضروري العمل مع السكان لتحقيق تحول على مستوى المدينة، خصوصاً على المستوى البيئي والثقافي، والعمل أكثر مع المجتمع المدني الذي يعرف دينامية جيدة”.

أما عصام شحرور، أستاذ الهندسة المدينة والمدينة الذكية بجامعة ليل الفرنسية، فأوضح ضمن الندوة الرقمية أن “مدن المستقبل يجب أن تجيب عن تطلعات المواطنين وتوفر حركة انسيابية وتحافظ على الهواء من التلوث، وتوفر فضاءات عمومية خضراء كافية، وتقدم كل الخدمات الأساسية الضرورية، من السكن والماء والطاقة والنقل والتعليم والصحة، ناهيك عن العيش المشترك بين مختلف الثقافات”.

[embedded content]

hespress.com