قال سليمان شنين، رئيس المجلس الشعبي الوطني (مجلس النواب) الجزائري، إن موقف الجزائر تجاه الصحراء غير قابل للمراجعة، مؤكدا أن “مواقف الجزائر في ما يخص حق الشعوب في تقرير المصير ثابتة وغير قابلة لا للمقايضة ولا للتنازل أو للمراجعة”.

في هذا الإطار قال حسن بلوان، محلل وخبير في العلاقات الدولية، إن المواقف التي عبر عنها سليمان شنين، رئيس الغرفة الأولى بالبرلمان الجزائري، لم تأت بجديد بخصوص قضية الصحراء المغربية، وإنما هي “ترجمة للأسطوانة المشروخة التي مازالت الجزائر الرسمية/العسكرية ترددها منذ زمن الحرب الباردة، غير آبهة بالتحولات المتسارعة التي يشهدها النظام العالمي إقليميا ودوليا”.

وتابع بلوان بأن “التركيز على حق تقرير المصير أصبح متجاوزا عند المنتظم الدولي والقوى الفاعلة بعد اقتناعها بمشروع الحكم الذاتي كحل وحيد لقضية الصحراء المغربية”.

وأوضح المحلل ذاته أن “إثارة سليمان شنين مسألة القنصليات في الصحراء المغربية يوضح الضربات الموجعة التي تلقتها الدبلوماسية الجزائرية من نظيرتها المغربية جراء افتتاح مجموعة من الدول الإفريقية والعربية تمثيليات دبلوماسية في الأقاليم الصحراوية، في إطار ما أصبحت تعرف بدبلوماسية القنصليات”.

وأردف المتحدث بأن “المثير أكثر في هذا التصريح هو اعتراف شنين نفسه بأن الجزائر معنية كطرف مباشر بهذا الصراع المفتعل، من خلال التأكيد على أن موقفها غير قابل للمقايضة أو التنازل أو حتى المراجعة”.

بلوان تحدث أيضا عن وجود مجموعة من الاستنتاجات الناتجة عن الإشارات المواكبة لتصريحات شنين “المستعجلة، والتي جاءت تحت الطلب”.

أول الاستنتاجات التي ذكرها الخبير ذاته “جاءت من حيث التوقيت بعد الانتصارات الباهرة التي حققتها الدبلوماسية المغربية في قضية الصحراء على جميع الأصعدة، وتوجت باعتراف دولة عظمى كالولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على صحرائه، ما أصاب حكام الجزائر بالصدمة والسعار”.

وثاني الاستنتاجات التي تحدث عنها بلوان “جاءت من حيث الشكل في اجتماع للجنة الخارجية بالبرلمان الجزائري حول الصحراء، وبحضور بعض الدبلوماسيين الأجانب وبعض الشخصيات والخبراء، وهو أعلى اجتماع يخصص لمستجدات قضية الصحراء، ما يوحي بالفراغ المؤسساتي الذي تشهده الجزائر على مستوى الرئاسة التي يجهل مصيرها، أو مؤسسة الحكومة المشلولة، وكذلك على مستوى العسكر الذي يعاني من آثار الشيخوخة المزمنة في قيادته”.

أما ثالث الاستنتاجات فهي من حيث الموضوع، وقال بشأنها بلوان إنها “لم تأت بجديد”، موردا: “لأن شنين ليس سيد نفسه، ولا يمكن أن يحيد عن أولياء نعمته من العسكر الذين وضعوه على رأس البرلمان سنة 2019، رغم أنه محسوب على التيار الإسلامي المعاكس دائما للوحدة الترابية المغربية”.

hespress.com