بات المحامي محمد زيان، منسق الحزب المغربي الحر، يواجه متاعب عديدة، وغضبا واسعا من داخل التنظيم السياسي الذي يقوده، ورفضا من مقربيه لخرجاته والبلاغات الموقعة باسم الحزب، وهو ما يفسر قرب إسقاطه من قيادة “السبع”.
المحامي إسحاق شارية، الذي كان يشغل نائبا للمنسق الوطني محمد زيان، ويعد واحدا من المقربين منه، خرج اليوم، بعد تقديمه استقالته قبل أيام، ليعلن التحاقه بصفوف الغاضبين من “وزير حقوق الإنسان السابق”، وتشكيل جبهة تصحيحية لإعادة الحزب إلى سكته.
وشدد المحامي شارية، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن خرجته هذه جاءت عقب “الأزمة الخانقة التي أصبحنا نعيشها داخل التنظيم، وهي أزمة صار الجميع يتحدث عنها”، مشيرا إلى أن الفيديو الجنسي الذي تم تداوله للمنسق الوطني زيان “كان تأثيره قويا وزلزالا ضرب الحزب ومناضليه”.
وأردف شارية، في كلمته، بأنه بعد هذه الواقعة “ضعف صوت الحكمة، وصعد صوت الانتقام والرد بالقوة ورد الاعتبار بأي طريقة، وهو ما جعل بعض القرارات تكون متسرعة، ووجدنا أنفسنا بعد مرور الزوبعة منقسمين إلى طوائف، طائفة تسعى إلى التصعيد وأخرى تعتبر أن هذه ليست معركتها الأساسية، وطائفة تدعو إلى التفكير بروية وتعقل ووطنية، لأنه مهما كان لا يمكن الخروج عن دستورنا وميثاق الحزب”.
المحامي شارية، الذي جاور زيان في ملفات عديدة، وكان مرافقا له باستمرار، أوضح أن الحادثة “جعلت مناضلي الحزب المغربي الحر تائهين، وازدادت بعدها انتقادات هذا الطرف لذاك”، مضيفا: “هذا الأسلوب في قمع حرية التعبير لم يكن له مكان عندنا، حيث كانت نقاشاتنا مفتوحة أمام الجميع”.
وتساءل المتحدث ذاته: “هل من ينتقد بلاغ الحزب يعتبر عميلا للمخزن؟ هذه وسيلة جعلتنا نرى الحزب يتحول إلى تنظيم شبيه بالأحزاب الفاشية، وهو ما جعل مناضلين يقدمون استقالتهم أو يجمّدون عضويتهم”.
وانتقد نائب المنسق الوطني للحزب محمد زيان بالقول: “لقد استمعت جيدا لردكم على الحركة التصحيحية، ولَم أكن أتصور في يوم من الأيام أن هذا الحزب الذي ينتقد ضعف حرية التعبير في المغرب سيصف من انتقد بلاغه بالعمالة، وبأنه ينتمي للبوليس السري والخيانة”.
وتابع المتحدث نفسه: “أعتقد أن هذه واحدة من تعاملات الأحزاب الفاشية وليست الديمقراطية”، مضيفا: “كان مفروضا من المنسق الوطني أن يعطي إشارة قوية للديمقراطية الداخلية ويستمع لانتقادات الأعضاء التي هي منطقية ومعقولة”، وزاد وهو يوجه كلامه عبر فيديو منشور بصفحته: “لي باغي يدير الثورة يديرها خارج الحزب وفالخيال ديالو الواسع. هذا حزب سياسي يسعى إلى التغيير الديمقراطي في إطار احترام القانون”.
وأردف شارية وهو ينتقد زيان الذي وصف معارضي البيان الذي أصدره بـ”الخوافة” بالقول: “هؤلاء مناضلون نعرف بطولاتهم، وهذا الكلام ذكرني بكلام القذافي وحسني مبارك”، متسائلا: “هل نحن في تنظيم سياسي أم خلية إرهابية؟ لي خاف يمشي فحالو، بالعكس، لي خاف نحتضنوه ونشرحو ليه، ونقولو ليه إن الخوف سيزول وإننا نحترم القانون”.
وعبر إسحاق شارية، عن أسفه لما وصل إليه الحزب، معلنا التحاقه بالحركة التصحيحية التي خرجت للعلن، وخاتما بالقول: “سأنبطح لقرارات المجلس الوطني، وإذا قرر عقد دورة استثنائية يجب الاستجابة له، وإن قرر أن “يكركبنا” كاملين يجب الانبطاح لمقرراته”.