بنسليمان، المدينة الخضراء الموجودة بجهة الدار البيضاء سطات، أكثر الجهات تسجيلا للإصابات المؤكدة بفيروس كورونا. توحي الطريق إليها من البيضاء، وخصوصا عند بلوغ المدخل حيث بنايات أهم المؤسسات، بأنها في حالة سكون يتم التزاما تاما بحالة الطوارئ الصحية. حتى بلوغ مدار الشلال، الأمر مطمئن ومخالف للخرق السافر للطوارئ في البيضاء؛ لكن التقدم أمتارا قليلة نحو مركز المدينة يكشف وضعا مفاجئا.

على مستوى شارع الحسن الثاني الرئيسي، تبدو الأوضاع عادية. حركية كبيرة بـ”المارشي” ورواج شبيه بأيام ما قبل الطوارئ الصحية؛ وهو ما يجعل من يفد على هذه المنطقة لأول مرة يتساءل حول مدى الالتزام بالتدابير الاحترازية لتفادي الإصابة بفيروس كورونا.

“ثورة” على الطوارئ

ما إن تصل إلى مركز بنسليمان، خصوصا بالقرب من “المارشي”، يلفت الانتباه اكتظاظ أمام المحلات التجارية وباعة الخضر والجزارة. تجمعات المواطنين بهذه الطريقة تكشف عدم التزام البعض بالتدابير الاحترازية، وتزرع الخوف في صفوف من يشاهد تلك اللقطات.

مواطنون غير آبهين بحضور عناصر الأمن والسلطات المحلية، مصرون على الاستمرار في التجمعات رغم المخاطر التي تنجم عن هذه التجمعات، وتجمعات المسنين بجوار بعض الوكالات البنكية تشي بأن معظم الساكنة غير مكترثين بالحجر الصحي.

على طول الشارع المذكور، يوجد بعض رجال الشرطة وعناصر القوات المساعدة؛ لكن حركة السير والجولان تبدو شبيهة بالأيام التي سبقت تطبيق المملكة حالة الطوارئ الصحية.

أما بداخل السوق الرئيسي، فإن المشهد يوحي بأن المواطنين لا يعيرون اهتماما للتعليمات الصحية التي تدعو إليها السلطات الحكومية.

تقول خديجة، وهي سيدة من قاطني المدينة، وهي تهم باقتناء بعض اللحوم: “الله يدير شي تأويل الخير، الناس ما محترماش التعليمات، وكاين لي خارج وما معندو ما يدير”.

وتضيف هذه السيدة، في حديثها لجريدة هسبريس الإلكترونية: “هاد الناس تايشكلوا خطر على صحتهم وعلى صحة الناس لي ملتزمين بالتعليمات وبالحجر الصحي، ولي تايخرجو غير للضرورة القصوى أو لاقتناء المواد الغذائية”.

من جهته، واحد من الشباب الذين يشتغلون بإحدى الوكالات البنكية شدد وهو يستغرب من هذا الوضع الذي تعرفه المدينة التي كانت معروفة بهدوئها على القول: “كاين لي تايجي البنكة وهو باغي يحط غير مائة درهم غير باش يخرج من الدار ويبقى يدور في الشارع”.

تسيب في أحياء والتزام بأخرى

بالرغم من الجولات التي تقوم بها السلطات المحلية وعناصر الأمن في الشوارع والأحياء، فإن مظاهر التسيب ورفض الامتثال للتعليمات الصحية من طرف البعض تبدو جلية على مستوى مدينة بنسليمان.

وبعيدا عن مركز المدينة، فإن الأحياء الشعبية تعيش وضعا استثنائيا ببنسليمان، حيث العديد من المواطنين رجالا ونساء وأطفالا يتجولون بشكل مستمر؛ وهو ما يجعل الملتزمين بالحجر الصحي يطالبون بوجوب تفعيل القانون.

مقابل ذلك، فإن حركة السير في بعض الأحياء الراقية، خصوصا في اتجاه الفيلين، تبدو منعدمة، وتبدو مظاهر الحجر الصحي مطبقة بشكل جلي. في هذا الحي الذي تقطنه أسر ميسورة، بدت شوارعه وأزقته فارغة من مظاهر الحركة.

وحسب أحد المواطنين من قاطني هذا الحي الذين تحدثوا للجريدة، فإن “الساكنة ملتزمة بالتعليمات الصحية، ونتمنى من جميع المواطنين الالتزام بها تفاديا لإصابتهم بهذا الوباء الفتاك”، داعيا السلطات المحلية إلى وجوب تطبيق القوانين الجاري بها العمل والوقوف على تطبيق الحجر في مختلف الأحياء حتى الشعبية منها حتى لا ينتشر الفيروس في صفوف الساكنة.

ويرى فاعلون في المدينة أن تراجع السلطات عن القيام بالحملات، التي كانت تقوم بها بشكل مكثف مع بداية تطبيق الطوارئ الصحية، جعل المواطنين يعودون للخروج بهذه الكثافة إلى شوارع المدينة؛ وهو ما قد يتسبب في انتشار في الفيروس في صفوفهم.

hespress.com