شهد اجتماع فريق حزب الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، الاثنين، ملاسنات حادة بين مجموعة من البرلمانيين، بسبب طرح الأسئلة الشفوية وبرمجة مداخلاتهم.
وحسب مصادر من داخل فريق الأصالة والمعاصرة، فإن الاجتماع الذي حضره كل من عبد اللطيف وهبي، الأمين العام لحزب “الجرار”، ورشيد العبدي، رئيس الفريق سالف الذكر، تحول إلى ملاسنات كادت تنتقل إلى تشابك بالأيدي، بعدما عبر برلمانيون عن امتعاضهم من الإقصاء من طرح الأسئلة.
وشددت مصادر هسبريس على أن نوابا من الحزب احتجوا، خلال الاجتماع المذكور، على عدم منحهم الكلمة وبرمجة مداخلاتهم وأسئلتهم، مشددين على أن ما يتعرضون له يعد إقصاء ممنهجا في حقهم.
وأفادت المصادر نفسها بأن نواب فريق الأصالة والمعاصرة الحاضرين في الاجتماع سالف الذكر احتجوا على استهدافهم وضرب حقهم الدستوري في طرح الأسئلة خلال الجلسات الأسبوعية لمساءلة الحكومة.
وما زاد غضب نواب “التراكتور”، حسب مصادر برلمانية، ما ذهب إليه محمد الحموتي، رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات، الذي أكد في كلمته على عدم السماح للنواب الذين لهم مواقف من الحزب وقيادته من طرح الأسئلة.
وشدد الحموتي، وفق مصادرنا دائما، على أن النواب الذين لهم مواقف غير واضحة “يستحمرون القيادة”، الأمر الذي لم يرق للمعنيين؛ ما جعل حدة الغضب ترتفع في صفوف أعضاء الفريق.
واعتبر الغاضبون من تصريحات الحموتي أن هذا الأخير يحاول تصريف الانتقادات الموجهة إليه بخصوص تدبير ملف تزكيات الترشح للانتخابات التشريعية المقبلة عبر منعهم من طرح الأسئلة.
ويواجه البرلمانيون الذين كانوا في صف “تيار الشرعية” المساند لحكيم بن شماش، الأمين العام السابق لحزب “الجرار”، حسب المصادر نفسها، مضايقات واستهدافا من لدن القيادة الحالية لمنعهم من طرح الأسئلة الشفوية بالجلسات العامة للغرفة الأولى.
في المقابل، أكد رشيد العبدي، رئيس فريق حزب الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، أن ما جرى خلال الاجتماع الأسبوعي لا يتعلق بخلاف بقدر ما هو نقاش بين الأعضاء حول ما يدور في الحزب تم فتحه في الاجتماع، مشيرا إلى أن الجميع تفهم في النهاية الموضوع ودخلوا إلى الجلسة العامة بشكل جماعي حيث جلسوا في الصفوف المخصصة للفريق.
وأوضح العبدي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن طرح الأسئلة من لدن النواب يبقى حقا دستوريا لهم، مشيرا إلى أنه لا أحد يمكنه حرمانهم من ذلك؛ بيد أنه ربط ذلك بضرورة الالتزام بالقانون الداخلي للحزب ورؤيته للقضايا الكبرى الدائرة في البلد.
وشدد رئيس فريق حزب الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، ضمن تصريحه، على أن بعض النواب البرلمانيين يرغبون في الانتقال صوب أحزاب أخرى؛ وهو ما يستوجب معه “إما احترام توجهات الحزب والقضايا التي يدافع عنها إلى حين انتهاء الولاية التشريعية الحالية واتخاذ الموقف الذي يرونه مناسبا، أو اللجوء إلى المساطر المعمول بها للتخلي عن صفتهم الحالية التي حصلوا عليها باسم الأصالة والمعاصرة”.
وينتظر أن ترخي هذه الأزمة في صفوف فريق الأصالة والمعاصرة على السير العام للحزب، خصوصا في ظل قرب الاستحقاقات الانتخابية؛ ما سيجعل الكثير منهم يبحث له عن موطئ قدم في حزب آخر خوفا من سحب التزكية منه في آخر لحظة.