نظم آباء وأمهات وأولياء أمور التلاميذ بالمدرستين الخصوصيتين “أركانة” بمقاطعة جليز و”الأمنية” بسيدي يوسف بن علي بمراكش، اليوم السبت، وقفة احتجاجية تنديدا بما وصفوه “إغلاق باب الحوار، وتعنت إدارة المؤسستين وعدم مرونتهما في التعامل مع مطلب الأسر”.

وخلال الوقفتين الاحتجاجيتين صدحت أصوات الأمهات والآباء بشعارات من قبيل “هذا تعليم الشكارة ما شي تعليم الحضارة”، كما حملوا لافتات كتب عليها “لا للابتزاز.. تهديد كورونا يشمل الجميع”، و”لخلاص قد لقراية هذا حق ماشي سعاية”.

وطالبت جمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بمؤسسة “الأمنية” بسيدي يوسف بن علي “بالإعفاء التام أو بتخفيض نسبة 50% عن شهر مارس، و70% عن شهري أبريل وماي، وبالإعفاء التام عن شهر يونيو، والتعليم الأولي، ولجميع الحالات الاجتماعية”، بحسب بيان توصلت به هسبريس.

لكن “مسعانا خاب مرة أخرى، لأن المسؤولة عن المؤسسة أصرت على الرفض، بدعوى أنها تقدم الجودة”، تورد الوثيقة ذاته التي سجلت أن “التعليم يتم في ظروف مادية ومعنوية رديئة، فمجموعات تطبيق واتساب تتراوح بين 120 و240 متمدرسا”.

وفي السياق ذاته، قال عبد الفتاح السقاوي، أب تلميذ يدرس بمؤسسة أركانة، في تصريح لهسبريس: “اضطررنا إلى الاحتجاج، لأننا طلبنا الحوار فأغلقت إدارة المؤسسة كل أبوابها في وجه المتضررين من جائحة كوفيد-19”.

من جانبها، قالت الأم مريم التي تدرس طفلتها بالمؤسسة ذاتها: “نحتج لنطالب بحقوقنا، فالتعليم عن بعد يفتقر للجودة، والمدة الزمنية للحصة الدراسية ناقصة، ولا يتلقى التلاميذ والتلميذات كل المواد”.

وأضافت في تصريح لهسبريس: “نتعرض للابتزاز في المجموعات التعليمية أمام أبنائنا، حين تطالبنا الإدارة بأداء مستحقات التمدرس رغم توفرها على هواتف الآباء والأمهات”، مؤكدة أن “الأداء يجب أن يماثل ما يتلقاه المتمدرسون”، وفق تعبيرها.

وربطت هسبريس الاتصال بإدارة المجموعتين التعليميتين، فأوضح خالد التهاني، عضو المجلس الإداري لمؤسسة “الأمنية”، أن “باب الحوار مفتوح، والبرنامج التربوي تم توفيره على شكل ملف يضم الدروس والواجبات المدرسية، وعبر تطبيق واتساب، اجتهد الطاقم التربوي والإداري في تجويده”.

وأضاف: “بادرنا منذ بداية الجائحة بإخبار الأمهات والآباء بتخفيض مستحقات التمدرس بنسبة 70% عن أشهر أبريل وماي ويونيو بالنسبة إلى التعليم الأولي، و50% للسلكين الابتدائي والثانوي الإعدادي، وتمكين الأسر التي أدت مستحقات هذه الأشهر من استخلاص فارق الواجب المؤدى بداية الموسم الدراسي المقبل”.

أما المتضررون بشكل مباشر من الجائحة، “فستدرس ملفاتهم، وستتخذ تسهيلات قد تصل إلى حدود إعفاء من يثبت ضرره من الأداء”، بحسب المتحدث ذاته، الذي أكد أن “مطالب المحتجين فوق طاقة المؤسسة التي أدت أجور مواردها البشرية، وعقدت اتفاق سلف مع بنك لتدبير أمورها المالية التي تضاعفت حاليا، وينتظر أن ترتفع مع بداية الموسم الدراسي المقبل”.

أما فؤاد سغلف، المدير التربوي لمؤسسة “أركانة”، فنفى التعنت والتسلط، مشددا على أنه فتح باب الحوار مع المحتجين بتنسيق مع السلطة المحلية، وعلى “التضامن مع المتضررين من الجائحة شريطة أن يدلوا بما يثبت ذلك”.

وزاد المسؤول عينه قائلا: “اختلفنا مع المحتجين حول النسبة التي يجب أن تخصم من مستحقات التمدرس بالنسبة لأبناء الموظفين العموميين، ورفضنا مقترحهم القاضي بالإعفاء التام”.

يذكر أن الفيدرالية المغربية للتعليم والتكوين الخاص ورابطة التعليم الخاص بالمغرب قررتا خوض اضراب إنذاري يوم 30 يونيو المقبل، “لمواجهة ما يحاك ضد التعليم الخصوصي”، بتعبير بيان للهيئتين توصلت به هسبريس.

hespress.com