قام ديفيد غرين، القائم بالأعمال بسفارة الولايات المتحدة الأمريكية في المغرب، الإثنين بطنجة، بزيارة الثانوية الإعدادية إدريس الثاني، وهي إحدى المؤسسات المدرسية الأربع والثلاثين المستفيدة على مستوى جهة طنجة-تطوان-الحسيمة من مشروع “التعليم الثانوي” المندرج ضمن برنامج التعاون “الميثاق الثاني”، الممول من طرف حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، ممثلة بهيئة تحدي الألفية.
وخصصت هذه الزيارة، وفق بلاغ للسفارة الأمريكية بالرباط، للوقوف ميدانيا على تنزيل نموذج “ثانوية التحدي” على مستوى المؤسسة المدرسية السالف ذكرها.
ويعد هذا النموذج المكون الرئيسي لمشروع “التعليم الثانوي”، الذي خصص له غلاف مالي قدره 111.4 ملايين دولار، ويهدف إلى تحسين جودة وملاءمة برامج التعليم الثانوي (الإعدادي والتأهيلي) وضمان الولوج المتكافئ إلى هذا التعليم. ويتم تنزيل هذا المشروع، الذي تمت بلورته في اتساق تام مع مقتضيات القانون-الإطار رقم 51.17، بتعاون وثيق مع قطاع التربية الوطنية والأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين المعنية.
وتحظى المؤسسات التعليمية المستفيدة من تنزيل نموذج “ثانوية التحدي”، يضيف البلاغ، بدعم مندمج يهم تعزيز استقلاليتها الإدارية والمالية، وتشجيع اعتماد منهاج تربوي يتمحور حول التلميذ، وتحسين المحيط المادي للتعلمات بفضل إعادة تأهيل البنيات التحتية المدرسية وتوفير التجهيزات الضرورية للابتكار البيداغوجي.
ويهدف هذا النموذج إلى الرفع من فعالية وأداء المؤسسات التعليمية وتجويد التعلمات والنتائج الدراسية للتلاميذ.
وشكلت هذه الزيارة، التي شاركت فيها مليكة العسري، المديرة العامة لوكالة حساب تحدي الألفية -المغرب، وريشار غاينور، المدير المقيم لهيئة تحدي الألفية في المغرب، ومحمد عواج، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لطنجة-تطوان-الحسيمة، ورشيد ريان، المدير الإقليمي للتربية الوطنية بطنجة-أصيلة، مناسبة للقاء تلاميذ وأساتذة الثانوية الإعدادية إدريس الثاني، المستفيدين الأساسيين من الاستثمارات المنجزة في هذه المؤسسة المدرسية.
كما سنحت زيارة الدبلوماسي الأمريكي والوفد المرافق له، يقول البلاغ، بلقاء أعضاء لجنة قيادة “مشروع المؤسسة المندمج”، الذي يعتبر الركيزة الأساسية لنموذج “ثانوية التحدي” والاطلاع على التقدم المحرز في تنفيذ التدابير المبرمجة في إطار هذا المشروع.
ويحدد “مشروع المؤسسة المندمج”، الذي يشكل خارطة طريق حقيقية تمتد لثلاث سنوات وتتمحور حول رؤية مشتركة، الحاجيات الخاصة بالمؤسسة التعليمية ويرتبها حسب درجة أولوياتها، مع مراعاة الجوانب المتعلقة بتجويد الحياة المدرسية، ومناهج التدريس، وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، والبنيات التحتية، والتجهيزات، والتدبير، والشراكات.
بالإضافة إلى ذلك، مكنت الزيارة أعضاء الوفد من الوقوف على أشغال البنيات التحتية التي تم إنجازها بهذه المؤسسة. وشملت هذه الأشغال، التي رصد لها غلاف مالي يناهز 400.000 دولار، على الخصوص بناء جناح جديد للمرافق الصحية بمساحة 55 مترًا مربعًا، بالإضافة إلى تغطية الملعب الرياضي الذي سيسمح لـتلاميذ المؤسسة الـ 884 بممارسة أنشطتهم الرياضية في ظروف آمنة.
بعد ذلك، استعرض الوفد مجموع المعدات المعلوماتية والديداكتيكية والروبوتية التي سلمت لهذه المؤسسة لدعم تنفيذ نموذج “ثانوية التحدي”.
وتتألف المعدات المعلوماتية، التي ستسهم في الجهود المبذولة قصد توفير تعليم عن بعد ذي جودة خلال هذه الظرفية الاستثنائية المتسمة بوباء “كوفيد-19″، أساسا من حواسيب محمولة ومكتبية، وطابعات متعددة الوظائف، وخوادم مشتركة للتخزين، وأدوات للربط اللاسلكي بشبكة الأنترنيت، وحقائب متعددة الوسائط، وأجهزة لعرض الفيديو، وشاشات للعرض، بالإضافة إلى حزمة من البرامج المعلوماتية.
من جهتها، ستمكن المعدات الديداكتيكية والروبوتية من تجهيز مختبرات علوم الحياة والأرض (SVT) والفيزياء والكيمياء (PC) وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الموجهة للتعليم (TICE)، وكذا القاعات متعددة الوسائط والأقسام الدراسية.
وتهدف هذه المعدات إلى تشجيع ممارسات تربوية مبتكرة لتجويد تعليم المواد العلمية المذكورة، وتقوية قدرات التلاميذ والتلميذات على الابتكار، خاصة في مجالي البرمجة والروبوتات.
إلى ذلك، تبادل الوفد وجهات النظر مع التلاميذ والأساتذة المشاركين في النوادي المدرسية التي أحدثت داخل هذه المؤسسة بتعاون مع تجمعCodespa-Atil ، وهي النوادي التي ستمكن التلاميذ من تعزيز مهاراتهم الفردية والمهنية وتحسين قابلية تشغيلهم.
وفي الأخير، اختتمت هذه الجولة بزيارة لدورة تكوينية حول التعلم الرقمي من خلال منظومة “Moodle”. ويهدف هذا التكوين إلى تعزيز استقلالية المؤسسات المدرسية بغية تطوير نظام تعليم عن بعد متكامل، من خلال وضع منصة LMS رهن إشارة المؤسسات المدرسية الأربع والثلاثين (34) المستفيدة بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة.