الأربعاء 16 دجنبر 2020 – 08:08
قال أحمد ونيس، وزير الخارجية التونسي الأسبق، إن “إحقاق تكتل المغرب الكبير سيعود بالنفع على جميع الشعوب المغاربية؛ ولكن الجزائر هي التي ظلت تلعب بالنار. وعملت بذلك على كسْر هذا التكتل، بعدما أشهر النظام العسكري الحرب على المملكة المغربية”.
وأضاف ونيس، خلال استضافته من طرف الإذاعة التونسية “IFM”، أن “تونس والمغرب ساهمتا في استعادة الجزائر لاستقلالها؛ ولكنها انقلبت عليهما معاً، حيث افتكّت مئات الكيلومترات من الصحراء التونسية، وهو ما رضخ له الحبيب بورقيبة، ولكن لم يرضخ الحسن الثاني لذلك؛ وهو حقه المشروع”.
وأوضح الدبلوماسي التونسي أن “الجزائر أعلنت الحرب على المملكة المغربية إلى غاية اليوم”، وزاد: “هذه الحرب جعلت جميع الشعوب المغاربية تعاني من تبعاتها؛ بل إن العسكر حطّم النظام الجزائري نفسه”، ومردفا: “لو يتخذ النظام القرار الديمقراطي الصحيح، لشرعنا الآن في بناء المغرب الكبير، وسيربح الكل من ذلك”.
وتابع شارحا: “سننخرط، آنذاك، في التكتل المغاربي بدون منطق الحرب؛ ولكن الجزائر تولت ترسيخ الخريطة السياسية الاستعمارية في المنطقة، عكس المغرب وتونس اللذين لا يؤمنان بالخريطة الاستعمارية”، مورداً أن الاتفاق المغربي-الإسرائيلي شكل “مفاجأة” وطرحاً جديدا بالنسبة إلى المغرب.
وأبرز المسؤول عينه أن الأمر لا يعني أنه “سلبي، بل مرده إلى الساحة السياسية الإستراتيجية المتحولة، حيث تذهب خياراتها في اتجاه جديد؛ ولكن اللعب بالنار هو الذي أحرق المنطقة، وهو ما دفع المغرب بالأساس إلى قلب الآية؛ لأنه في حالة حرب منذ 45 سنة، جرّب من خلالها السلاح والمفاوضات”.
“ما وقع في العالم بصفة عامة، والمنطقة بصفة خاصة، دفع المغرب إلى الإسراع في القرار المفاجئ”، وفق وزير الخارجية الأسبق، الذي مضى موضحاً: “إذا ضمن المغرب مع زوال إدارة ترامب مغربية الصحراء من طرف الدولة الأمريكية، فإن زوال الرئيس لم يعد مهماً؛ لأنه سيتم الاعتراف بأن الأرض مغربية، وستعود سيادة الدولة التي كانت قبل الاستعمار”.
وأشار المتحدث إلى أن “الملك محمدا السادس اتخذ قرارا جريئا لم يكن منتظرا منه؛ ولكن الحسن الثاني أسس الصلات مع إسرائيل أثناء حرب الصحراء، حيث ساعدته المخابرات في الحرب، وهو أمر تاريخي”، معتبراً أن “القرار يجب إدراجه في سياق حرب الانفصال التي لم يقررها الصحراويون، بل أقرتها الجزائر”.