يناقش أحدث أعداد “النشرة الأثرية المغربيّة” نتائج بعض ما توصّل إليه المختصّون في علوم الآثار المغاربة والأجانب، ويطرح عددا من القضايا الأثرية.
وتناقش عدد من الأبحاث باللغات الفرنسية والعربية والإنجليزية الجوانب الحضارية من تاريخ المغرب، من فترة ما قبل التاريخ إلى الحقبة الحديثة.
وتعود بعض دراسات هذا العدد إلى تقاليد صناعة الخزف بالمغرب، وكيفية تناقلها، انطلاقا من أبحاث ميدانية بمنطقة الريف، وتامكروت، وبني سيدال، وسلا، وآسفي.
وتقدّم دراسات أخرى حصيلة الأبحاث التي أجريت منذ سنة 2009 بقصر أولاد جابر بفكيك، منبهة إلى ما يمثله هذا الموقع الاستثنائي الذي يمكن من تعريف الباحثين بدينامية الإعمار بمنطقة الشرق، وتطور الأشكال المعمارية والعمرانية وطرق عيش الساكنة ومعرفتها التقنية.
وتستثمر دراسات أخرى النسيج، المرتبط بالأنثى، كوثيقة ذات مضامين مادية ولا مادية، في أبعاده الأنثروبولوجية والأركيولوجية، تحكي عن الحياة وتنقش المعاني، انطلاقا من مخيال يبرز المؤنّث؛ فتقارب الدراسة النسج انطلاقا من وجهة نظر أنثروبولوجيا النوع.
ومن بين الدراسات ما يقف عند موقع القصر الصغير الأركيولوجي، الذي عرف حضورا مرينيا، ثم برتغاليا، لتقديم خلاصة تركيبية حول التطور العمراني المحلي به بين القرن 14 والقرن 16، بعد بحث في الفضاءين الإسلامي والبرتغالي المحفوظين.
وتقارب إحدى الدراسات أعالي الجبال، مقارنة بين جبل سروا وجزر الكناري، وتقدم أخرى دراسات في أركيولوجية جبالة غمارة والريف، مقدمة تأريخا للبحث الأركيولوجي بالمغرب في هذه المنطقة الشمالية، للتعاون الذي جمع المغرب وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا من خلال برامج تعاون أركيولوجي بين سنوات 1982 و2005.
كما يجد القارئ في هذا العدد من النشرة الأثرية أبحاثا حول أول موقع للفن الحجري بالشرق المغربي، ونتائج مشاريع بحث أركيولوجي وتوثيق للتراث الثقافي والطبيعي بالسمارة، ونتائج التنقيب في موقع أكلمام تغالوين بالأطلس المتوسط، وتحقيقات أركيولوجية عن بداية الإمبراطورية الموحدية بالمغرب.
ويتضمن العدد أيضا أبحاثا حول صناعة الزيت في المغرب القديم، وحول حضارة برغواطة المنقرضة بتامسنا، وتقريرا حول كتاب “المتاحف وأفكار النهضة: الاكتشاف والانتكاس”، الذي يعرض تجارب رحالين مشارقة ومغاربة في المتاحف الأوروبية من القرن 17 إلى بداية القرن 20.
تجدر الإشارة إلى أنّ أبحاث أحدث أعداد النشرة الأثرية يمكن الاطلاع عليها رقميا في موقع المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، بالتزامن مع صدور النسخة الورقية للعدد 24 من النشرة.