كشفت دراسة علمية جديدة، أجريت على عدد كبير من الهياكل العظمية في إحدى الصحاري العربية، عن أول حرب عرقية في التاريخ بحسب توقعات العلماء.
فقد عثر العلماء على اكتشافات مثيرة في الصحراء الكبرى المطلة على النيل، على الحدود المصرية السودانية، وقالوا إنها تشير إلى “حدوث أعنف معركة على الإطلاق بحسب الهياكل العظمية المكتشفة”.
وبحسب نتائج الدراسة، التي نشرتها المجلة العلمية العالمية المتخصصة “سيونتيفيك”، يشير تحليل الهياكل العظمية المكتشفة في جبل الصحابة في السودان، ، التي تعود بحسب الخبراء إلى أكثر من 13 ألف عام، إلى أن عددا كبيرا من الأفراد قتلوا على دفعات متتالية، وليس دفعة واحدة كما اعتقد سابقا.
ويعتقد العلماء أن النتائج التي تم الكشف عنها أخيرا تشير إلى وقوع نزاع مسلح طويل الأمد على ضفاف نهر النيل، حدث بين الصيادين والمزارعين وغيرهم، في حادثة اعتبرت “أول مثال معروف للعنف الطائفي بين الجماعات” في التاريخ.
وتذهب تحاليل الهياكل العظمية باستخدام تقنيات الفحص المجهري المتوفرة حديثا، إلى أن ما حدث في تلك الحقبة هو في الواقع سلسلة من حلقات العنف التي ربما تفاقمت بسبب تغير المناخ.
وقام العلماء في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي وجامعة تولوز بتحليل الهياكل العظمية، التي يتم حفظها حاليا في المتحف البريطاني في لندن.
وحدد العلماء 106 دلائل، من جروح وكسور، وتمكنوا بفضلها من التمييز بين إصابات المقذوفات من السهام أو الرماح، والصدمات الناتجة من القتال القريب، والآثار المرتبطة بالتحلل الطبيعي، ووجدوا أن نحو 41 شخصا، أي 67 بالمائة من الرفات المدفونة في جبل الصحابة، يعانون من نوع واحد على الأقل من الإصابات.
وقالت قائدة فريق البحث إيزابيل كريفيكور: “نحن نستبعد الفرضية القائلة بأن جبل الصحابة يعكس حربا واحدة، حيث تدعم البيانات الجديدة حلقات متفرقة ومتكررة من العنف بين الأفراد”.
وتابعت المسؤولة: “الضغوط الإقليمية والبيئية الناجمة عن التغيرات المناخية هي، على الأرجح، مسؤولة عن هذه الصراعات المتكررة بين ما يبدو أنه متميز ثقافيا بين مجموعات الصيادين والمزارعين على ضفاف وادي النيل”.