قالت دراسة حديثة إن الصحف الحزبية باقية ما بقي الدعم العمومي والحزبي لها، مشيرة إلى أن معدل قراءة الصحف الورقية عامة والصحافة الحزبية خاصة هزيل جدا.
وجاءت هذه الدراسة التي أنجزها الصحافي والباحث عبد الله أموش بعنوان: “الصحافة الحزبية بالمغرب في خضم معركة كسب الجمهور..هل ينجح رهانها على الصيغ الرقمية؟”، وصدرت عن مركز معارف للدراسات والأبحاث.
وأوردت الدراسة أن ضعف معدل قراءة الصحف الورقية والحزبية مرتبط بمشكل القراءة في المغرب بشكل عام، كما أن عدد المتصفحين للصحف الرقمية الحزبية ضعيف جداً، وخلصت إلى أن المداومة على قراءة الصحافة الحزبية الورقية يغلب عليها طابع الندرة؛ كما أن تصفح الصحف الرقمية الحزبية ضعيف رغم العدد الكبير من المغاربة الذين يتصفحون الصحف الرقمية غير الحزبية.
ولاحظ الباحث أموش أن الأحزاب السياسية بدأت تنشط في منصات التواصل الاجتماعي بحكم التوسع العمودي والأفقي لهذه الوسائل، العمودي من حيث عدد المتواجدين على الشبكة والأفقي من حيث مدة التواجد.
ويستخلص من نتائج الدراسة أن مواكبة التحول الذي يعرفه العالم عبر الانتقال من الصحافة الحزبية الورقية إلى الرقمية ليس كافياً للظفر بالرهان، لأن الرهان الأكبر هو كسب الجمهور واستقطابه وتقديم منتج يحظى باعترافه.
وتقول الوثيقة ذاتها إن “المسألة لا تتعلق بمجرد تحويل جريدة ورقية إلى جريدة رقمية متصلة بشبكات التواصل الاجتماعي، وإنما بالقدرة على الوصول إلى الفئات العريضة بشكل يجعلها قابلة وضع المواقع الإلكترونية الحزبية ضمن المواقع المفضلة لزيارتها؛ وبالتالي يمكن القول إن الصحف الحزبية الرقمية لم تستطع أن تمتد في الساحة ولم تكسب رهان تجاوز الانحسار الحاصل في جرائدها الورقية”.
ومن أجل تجاوز هذا الوضع، أوصت الدراسة بتوجه الصحافة الحزبية إلى “تجاوز الانحسار الحاصل في المجالين الورقي والإلكتروني بكسب الجمهور وليس فقط بمجرد التواجد في الشبكة الإلكترونية”؛ كما دعت إلى “اعتماد قوالب عمل جديدة قائمة على استثمار تقنيات التكنولوجيا الحديثة، مع الانفتاح على إنتاج وتصميم المحتوى الجيد، وتوسيع هامش الحرية في تناول مواضيع تهم المجتمع والسياسات العمومية بالابتعاد عن الخلط بين الدعاية الحزبية والعمل الصحافي المهني”.
وتضمنت التوصيات أيضاً “ضرورة العمل على التعريف بالصحف الحزبية الورقية والرقمية عبر إرسال الاشتراك عبر البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الجماهيرية، والاشتغال بمنطق المنابر الإعلامية الخاصة من حيث التسيير مع الحفاظ على الخط التحريري”.
وتذهب المقترحات ذاتها إلى “إنشاء مواقع تابعة للأحزاب بشكل غير مباشر، مع التحلي بالجرأة في معالجة القضايا السياسية والمجتمعية وتجنب التفاعل الموسمي مع القضايا اليومية للمواطنين، مع الانفتاح على الأحزاب الأخرى”.
وحسب معطيات الدراسة تشتمل شبكة الصحافة الورقية الحزبية على 16 جريدة ومجلة ورقية مملوكة لـ14 حزباً سياسياً من أصل 34 حزباً مرخصاً لها، وتتلقى 12 جريدة منها دعماً مالياً يقدر بأزيد من 13 مليون درهم، وتطبع وفق الأرقام المصرح بها لدى المكتب المغربي للتحقق من انتشار الصحف حوالي 24045 نسخة يومياً.
أما الصحافة الرقمية الحزبية فتشير أرقامها إلى أن 19 حزباً سياسياً من أصل 34 تتوفر على موقع إلكتروني رسمي إلى جانب أخرى تابعة للجريدة الورقية، بينما لا يتوفر 15 حزباً على موقع إلكتروني.