فوجئت ساكنة دواوير الركادة، التابعة لقيادة أولاد جرار بإقليم تزنيت، خلال الآونة الأخيرة، بتوقف الخدمات الصحية المقدمة بنقطة اللقاء الكائنة بمنطقة الركادة دون أي سابق إنذار.

واستنكر العديد من المواطنين المتحدرين من دواوير النبازرة والبناور وأولاد بلخير والصويرة وبنحمان، في تصريحات متطابقة لجريدة هسبريس، الغيابات المتتالية للممرضة المعينة بالمؤسسة الصحية المذكورة، الشيء الذي أثر سلبا على جودة خدمات التمريض التي يستفيد منها السكان يومي الاثنين والأربعاء من كل أسبوع.

وعبر المتضررون عن سخطهم على الصمت المطبق الذي تنهجه الجهات المعنية حيال هذا الموضوع، معتبرينه وصمة عار في جبين الجهات المسؤولة، سواء المنتخبة أو الصحية أو السلطات المحلية، التي لم تكلف نفسها عناء التدخل وتمكينهم من حقهم في الصحة كحق يضمنه الدستور والمواثيق الدولية.

فاطمة أوشن، وهي امرأة متضررة من تدني الخدمات الصحية بنقطة لقاء الركادة، قالت في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: “طيلة الأسبوعين الماضيين ونحن ننتظر كل يومي اثنين وأربعاء من أجل الاستفادة من خدمة التمريض بالركادة، إلا أننا فوجئنا بعدم فتح المركز أبوابه لأسباب ما زالت مجهولة إلى حدود الساعة”.

وأوضحت المتحدثة ذاتها أن منطقة الركادة كانت تتوفر حتى الأمس القريب على مركز صحي مداوم، غير أن تهالك بنايته وتقاعد ممرضه الرئيسي دفعا الجهات الوصية على قطاع الصحة بالإقليم إلى إغلاقه وتخصيص إحدى البنايات التابعة لملك جماعة الركادة كنقطة لقاء تقدم فيها العلاجات للمرتفقين مرتين في الأسبوع فقط، رغم أن ذلك غير كاف نهائيا مقارنة بعدد المستفيدين المنتمين إلى سبعة دواوير.

وطالبت أوشن بضرورة إعادة النظر في تدبير المرفق الصحي للركادة والرقي به من نقطة لقاء إلى مستوصف يضمن استمرارية استفادة المواطنين من علاجاتهم الضرورية، خصوصا الحوامل والأطفال والمسنين، الذين يجدون صعوبة كبيرة في قطع مسافة خمسة كيلومترات قصد التنقل إلى ودادية الخير حيث يتمركز المركز الصحي الرئيسي لأولاد جرار.

وفي تعليق له على الموضوع، قال الحسين بن السايح، رئيس المجلس الجماعي الركادة، إن “الجماعة قامت بما يلزم في هذا الجانب وسلمت مقر دار الضيافة لفائدة المندوبية الإقليمية للصحة من أجل تخصيصها كنقطة لقاء تقدم فيها العلاجات للساكنة”، مشيرا إلى أن المسؤولية تبقى على عاتق السلطات الصحية بالإقليم قصد تدبير مواردها البشرية بشكل يضمن حسن استفادة السكان من حقهم في خدمة تمريضية في المستوى”.

وأورد رئيس المجلس الجماعي الركادة، في اتصال هاتفي بهسبريس، أن تخصيص يومين في الأسبوع لفائدة تجمع سكاني كالركادة غير كاف بالمرة، مبرزا أن المجلس الجماعي مستعد للترافع في هذا الجانب حتى تتمكن الساكنة من نيل حقها في التطبيب خمسة أيام في الأسبوع.

وقصد أخذ وجهة نظر وزارة الصحة حول تدهور الخدمات التمريضية بمنطقة الركادة، اتصلت جريدة هسبريس بالمندوب الإقليمي للصحة بإقليم تزنيت، وأبلغته عبر رسالة نصية قصيرة فحوى الاتصال، غير أن هاتفه ظل يرن دون مجيب.

hespress.com