احتفلت دولة سويسرا، يومه الثلاثاء، بالذكرى المئوية لتواجدها الدبلوماسي في المغرب (1921-2021)، بحضور عدد من المسؤولين المغاربة.
ويصادف هذا العام الذكرى المئوية لافتتاح أول قنصلية سويسرية بالدار البيضاء يوم 19 نونبر 1921، أي مرور قرن من الزمان على التواجد الدبلوماسي السويسري في المغرب.
واختارت السفارة السويسرية أن تعطي الانطلاقة الرسمية للاحتفالات يوم 22 يونيو الجاري بأكاديمية المملكة المغربية، وسيخصص هذا الحفل لإلقاء محاضرات تخص جوانب من تاريخ العلاقات بين البلدين يعقبها حفل استقبال يسلط الضوء على الابتكار العلمي والتكنولوجي إلى جانب فن الطبخ السويسري من خلال عرض خاص يقوم به إنسان آلي في عين المكان (Roboclette).
واستحضر غيوم شورر، سفير سويسرا بالمغرب، في ندوة صحافية عقدها الثلاثاء بمقر إقامته بالرباط، السياق التاريخي للتواجد الدبلوماسي لبلاده بالمغرب، مشيرا إلى أن القصة بدأت سنة 1921 عندما اتخذ المجلس الاتحادي قرارا بفتح قنصلية فخرية في مدينة الدار البيضاء وبالضبط يوم 19 نونبر من السنة المذكورة.
وأشار السفير السويسري بالمغرب إلى أن هذا التواجد الدبلوماسي تعزز ليشمل مجالات عديدة؛ مثل الاقتصاد والتجارة والبحث العلمي والابتكار والتكوين، إلى جانب قطاعات النقل والطاقة والزراعة والسياحة والثقافة.
وشدد غيوم شورر، في الندوة الصحافية، على أن التعاون في هذه المجالات يعكس “مدى كثافة المبادلات القائمة بين البلدين وعمق الروابط التي تجمع بين حكومتينا والمسؤولين، ناهيك عن المجتمع المدني والمقاولات في البلدين على حد سواء”.
وبهذه المناسبة، أوضح السفير السويسري أن البعثة الدبلوماسية أعدت برنامجا حافلا بالأنشطة يمنح الصدارة لمجالات الابتكار والتاريخ والفنون والثقافة، في شكل حلقات متتالية طوال السنة.
وستنطلق هذه الاحتفالات رسميا يوم 22 يونيو الجاري بأكاديمية المملكة المغربية، حيث تعقد جلسة افتتاحية تتلوها جلسة عامة يتناول فيها مؤرخون مرموقون اللحظات التأسيسية والبارزة في تطور العلاقة الثنائية بين البلدين.
وأفاد الدبلوماسي ذاته بأن “سويسرا تمتلك نظاما بيئيا متطورا على مستوى التكوين والبحث والابتكار رفيع المستوى يسهم بشكل قوي وبمسؤولية في رفع التحديات المشتركة. ومن ثم، فقد جرى تصنيف سويسرا على أنها الدولة الأكثر ابتكارا في العالم لأكثر من عشر سنوات متتالية من قبل المنظمة العالمية للملكية الفكرية”.
وكشف سفير سويسرا بالمغرب أن المبادلات التجارية بين البلدين بلغت ولأول مرة 600 مليون أورو سنة 2019، مشددا على أن المملكة “أصبحت بذلك شريكنا التجاري الثالث في إفريقيا”، مشيرا إلى أن الاستثمارات السويسرية تعكس ما يقارب 10 آلاف وظيفة في أزيد من 50 مقاولة سويسرية تنشط في مجموعة متنوعة من القطاعات.
ولفت المتحدث ذاته الانتباه إلى أن أزيد من مائة مقاولة سويسرية مستقرة في المغرب، مشيدا بالموقع الجغرافي الذي تتميز به المملكة باعتبارها بوابة لإفريقيا وما يترتب عن ذلك من انفتاح على أسواق جديدة.
يشار إلى أن هذا اللقاء حضره كل من عبد الجليل لحجمري، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، وعمر الفاسي الفهري، أمين السر الدائم لأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، ورضوان الدغوغي، مدير الشؤون الأوروبية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.