باستحضار بطولات الصحراء، يحتفي المغرب، اليوم الجمعة، بالذكرى الخامسة والستين لتأسيس القوات المسلحة الملكية، بمختلف تشكيلاتها البرية والجوية والبحرية التي تشهد تطورا نوعيا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة.
ويعود تأسيس القوات المسلحة الملكية إلى يوم 14 ماي 1956، بعيد حصول المغرب على استقلاله من ربقة الاستعمار الفرنسي، إذ كلّف الملك الراحل محمد الخامس ولي عهده آنذاك الحسن الثاني بتشكيل النواة الأولى للجيش المغربي والقطع مع المرحلة الاستعمارية التي كانت تشهد وجود وحدات عسكرية فرنسية في البلاد.
ويجري تخليد ذكرى التأسيس على مستوى مختلف الحاميات العسكرية والثكنات ووحدات القوات المسلحة الملكية. كما يجري الاحتفاء بهذه الذكرى على مستوى تشكيلات منطقة الجنوب وتجريدات القوات المسلحة الملكية المنتشرة في إطار مهام محددة.
ويتخلل هذه المناسبة تلاوة “الأمر اليومي” الذي يوجهه الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، إلى الضباط وضباط الصف والجنود. كما يتمّ توشيح عدد من الضباط وضباط الصف والجنود بأوسمة ملكية.
ويؤكد محمد بنحمو، المحلل والجامعي المتخصص في الشأن العسكري والأمني، أن القوات المسلحة الملكية تشكل امتدادا واستمرارا لتاريخ عسكري قديم للأمة المغربية، حيث إن للمملكة باعا طويلا كدولة قائمة منذ عام 788، وكانت حاضرة في مختلف الحضارات والأمم.
وشدد الخبير العسكري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن “القوات المسلحة الملكية عرفت تطورا كبيرا مس مختلف التشكيلات العسكرية البرية والجوية والبحرية والدرك الملكي، كما ساهمت في حفظ السلام في مختلف نطاق العالم خاصة بإفريقيا وآسيا”.
ويورد بنحمو أن “القوات المسلحة الملكية كانت دائمة في أهبة الاستعداد لمواجهة التحديات والمخاطر الخارجية، وقد انخرطت بقوة في حرب الصحراء التي فرضت عليها من طرف جيرانها في ما يتعلق بحرب تحرير الأقاليم الجنوبية”، معتبرا أن “الجيش المغربي حقق مكاسب تاريخية، وسيطر على كامل التراب الصحراوي”.
وأوضح المحلل والجامعي المتخصص في الشأن العسكري والأمني أن القوات المسلحة الملكية مشهود لها بالكفاءة وتأطيرها العالي والجيد وانضباطها وصلابة عودها، مبرزا في السياق أن “المنظومة الدفاعية للقوات المسلحة الملكية تلعب أدوارا مهمة بالأقاليم الجنوبية وعلى مستوى الجدار الأمني الدفاعي”.