“رئة المغرب” تستغيث”؛ تحت هذا الشعار أطلقت جمعية أوكسجين للبيئة والصحة بالقنيطرة حملة ترافعية من أجل لفت انتباه الجهات المعنية إلى التدهور الذي يطال المنظومة الإيكولوجية لغابة المعمورة جراء سلوكات ضارة مثل إقامة مشاريع إسمنتية واجتثاث الأشجار.

وتُعد غابة المعمورة من أكبر الغابات المحتضنة لأشجار الفلين في العالم؛ غير أنها أصبحت تتعرض، في السنوات الأخيرة، لتدمير لمنظومتها الإيكولوجية والبيولوجية، بعد أن زحفت المشاريع الإسمنتية على أجزاء منها.

وذهبت جمعية أوكسجين للبيئة والصحة إلى القول إن غابة المعمورة، الواقعة بين مدينتي القنيطرة وسلا، “تتعرض للاغتصاب والتدمير”، داعية إلى وضع حد لما سمته “التوسع الهمجي للمشاريع الإسمنتية على حساب الغابة”.

ودعت الجمعية المذكورة، في رسائل وجهتها إلى عدد من الجهات المعنية، إلى التدخل العاجل من أجل إنقاذ أشجار البلوط الفليني، ومن خلالها غابة المعمورة، و “وضع حد للتدمير والاجتثاث والتدهور الخطير الذي يهدد بيئة وسلامة المنطقة الطبيعية، ويهدد الصحة العامة ومستقبل الأجيال الحالية والمستقبلية”.

أيوب كرير، رئيس جمعية أوكسجين للبيئة والصحة، حذر من استمرار تدهور غابة المعمورة، مشددا على أن ما يطالها من تدمير في الداخل أكبر بكثير مما يلاحظه زوار الغابة في حواشيها، مشيرا إلى أن الجمعية راسلت الديوان الملكي، الجمعة، بخصوص هذا الموضوع.

ولفت المتحدث ذاته إلى أن غابة المعمورة “تتعرض لاستنزاف خطير”، بسبب زحْف المشاريع الإسمنتية عليها، مضيفا: “نحن ضد هذه المشاريع سواء كانت تابعة للدولة أو القطاع الخاص، ونشكّك في أن الإهمال الذي تتعرض له الغابة مقصود، من أجل تنفير المواطنين منها، وبالتالي التمهيد لإقامة مشاريع إسمنتية على أرضها”.

وتتميز غابة المعمورة بمجموعة من الخاصيات الإيكولوجية الفريدة، ففضلا عن كونها أكبر غابة فلينيات في العالم، فإنها تغطي كذلك مجموعات من الأشجار المزروعة، مثل الأوكاليبتوس والسنط والصنوبر، وهو ما يجعل منها إحدى أهم الأنظمة البيئية في المغرب.

وتتمتع غابة المعمورة، التي أطلقت عليها جمعية أوكسجين تسمية “رئة المغرب”، بقيم ووظائف إيكولوجية مهمة، باعتبارها خزانا للتنوع البيولوجي ومساهما كبيرا في إعادة تعبئة الفرش الجوفية والمحافظة على التوازنات المائية، والتخفيف من آثار التغيرات المناخية، وتنقية الجو، كما أنها تحتضن مجموعة من الكائنات الحية البرية المحمية من نبات وحيوان، وتتواجد بها أنواع عديدة من الطيور البرية المقيمة والمهاجرة المهددة بالانقراض.

ونبه أيوب كرير إلى أن الإهمال الذي تتعرض له غابة المعمورة ستكون له تداعيات وخيمة على منظومتها الإيكولوجية على المديين المتوسط والبعيد؛ ذلك أن أشجار الفلين التي يتم اجتثاثها بداعي إعادة هيكلة بعض الأحياء في ضواحي مدينة القنيطرة يصعب تعويضها، لكونها تتطلب عشرات السنين لتنمو.

وأردف المتحدث ذاته أن بعض الأشجار التي تم اجتثاثها يبلغ عمرها أربعمائة سنة، على الرغم من أن هناك اتفاقيات دولية تحمي هذا النوع من الأشجار؛ “غير أن هذه الحماية لا تتوفر لأشجار الفلين في غابة المعمورة”.

كرير أشار أيضا إلى التلوث الذي تتعرض له غابة المعمورة في الداخل، حيث توجد عدد من حظائر تربية الأبقار والأغنام، والتي تتخذ من الغابة مرعى لها، إضافة إلى أن ملّاكها ينقلون من مدينة القنيطرة النفايات من بقايا الخضر وغيرها لتطعيم قطعانهم، ويرمون ما هو غير صالح وسط الغابة.

hespress.com