عقدت الرابطة المغربية الإسكندنافية للأئمة والقيمين الدينيين اجتماعا افتراضيا مشتركا بين مجلس إدارتها وأعضاء كتابتها العامة، اعتمدت خلاله رؤساء الفروع بدول: السويد، الدنمارك والنرويج، على أن تتعزز صفوفها قريباً بممثلين لها بفنلندا وآيسلندا.
وعرضت الرابطة، خلال اجتماعها، التحديات والفرص المتاحة، وناقش أعضاؤها السبل الكفيلة بتطوير وتعزيز إسهامات الرابطة التوعوية والإرشادية ضمن محيطها الإسكندنافي.
وفي هذا الصدد، قال إدريس أجمي، رئيس مجلس إدارة الرابطة، إن الرابطة في مساراتها التأطيرية والإرشادية “تعتز بخصوصية المدرسة المغربية في التدين والإرشاد القائمين على الوسطية والاعتدال، مع الحرص على الاندماج الإيجابي والتعايش المشترك، والانتصار لقيم الحوار والتعارف والتعاون مع مختلف الثقافات”.
وعن طبيعة برامجها التواصلية والميدانية، أوضح أحمد الهمس، الكاتب العام للرابطة، أنها تعنى بتطوير مهارات الأئمة، وتحسين أوضاعهم، وتقديمهم للجالية المغربية المقيمة بالدول الإسكندنافية “ليقوموا بدورهم في التوجيه والإرشاد، مع الالتزام بمقومات الشخصية المغربية الحضارية، التي هي أقرب الثقافات إلى أوروبا، بحكم القرب الجغرافي وعمق ومتانة العلاقات الثقافية والتاريخية”.
من جانبه، قال جمال لمحمدي، رئيس الاتصال والعلاقات العامة، إن الرابطة لها مرجعية فكرية وثقافية ومنهجية واحدة “تمثلها إمارة المؤمنين بالمملكة المغربية وما يتفرع عنها من هيئات ومؤسسات داخل الوطن الأم وخارجه، وتلك قناعة راسخة ندين لله عز وجل بها، ونرى في (الرقع الفسيفسائية) مدخلاً للفتن والفوضى الفكرية، وأن الأمة المغربية منذ تاريخها العريق أمة واحدة موحدة”.
وحذر المتحدث ذاته مما يتعرض له الجيل الثالث من تقاذفات لأجندة، “بعضها يهدد الشخص في كيانه وهويته التاريخية والوطنية”.
فيما أوضح مصطفى الطيبي، رئيس الشؤون الإدارية وتنمية الموارد، أن (تمغربيت) “هي الصفة الجامعة والمميزة لجميع برامج الرابطة ومبادراتها التوعوية والتأطيرية، وهي صفة لا تتعارض مع الاندماج الإيجابي والمثمر داخل الدول الإسكندنافية التي استقبلت الجالية المغربية بكامل الترحاب. كما ساهمت هذه الأخيرة بدورها في خدمة وتنمية بلدانها ضمن قواعد المواطنة الصالحة أو الإقامة الإيجابية”.
وأضاف الطيبي أنه، بحكم إشرافه على بعض مساجد الدنمارك واشتغاله قيِّمٍا دينيا لمدةٍ ناهزت 25 سنة، “كنا دائماً نحرص على إظهار الثقافة المغربية، مع الدعوة إلى الاندماج في مجتمعنا الدنماركي”.
وفي تدخلات رؤساء الفروع، أشار الإمام سليمان الهرجاني بالدنمارك إلى أن تحديات الجالية المغربية في هذا البلد الإسكندنافي كثيرة ومتعددة، سواء على مستوى التدين أو الفكر أو الأوضاع الاجتماعية والأسرية والشبابية أو غيرها، “وبالتالي فإن تواجد الرابطة بهذه الكفاءات المغربية وما ستتم رعايته وتكوينه من كفاءات مغربية شابة من الجيل، الذي ولد ونشأ وتعلم في الدنمارك، حتماً سيضيّق دائرة التحديات، وسيعزز الوحدة الفكرية والثقافية للجالية المغربية، مع تعزيز انفتاحها على بيئتها الأوروبية، ومشاركتها في الصالح العام”.
فيما نبه الإمام بوعزة البهلول من السويد إلى ضرورة العناية بالأوضاع المادية والمعنوية للأئمة المغاربة “لأنهم الفئة الملازمة للجالية المغربية، والمأوى الروحي والتعبدي والاجتماعي والسلوكي لجميع شرائح الجالية لما يحظون به من تقدير واحترام، ولما يمثلونه من الشخصية المغربية في أبعادها التعبدية والروحية، وبالتالي فالعناية بهذه الفئة هي عناية بمئات الآلاف من المغاربة المتواجدين بأوروبا”.
من جهته، أوضح الإمام عبد المجيد ترساني من النرويج أن الأئمة والمرشدين والمرشدات المغاربة في الديار النرويجية “يحظون بتقدير كبير من مختلف الجهات الحكومية وغير الحكومية لما يتمتعون به من حكمةٍ وتبصرٍ ورحمةٍ في معاملاتهم وتوجيهاتهم وقدرتهم على التواصل الفعال مع مختلف الثقافات والديانات”، مشيراً إلى إشرافه على ما يقارب 300 تلميذ، معظمهم مغاربة، في أحد المحاضن التربوية كدليلٍ على ثقة الجهات الحكومية والعائلات بالرؤية المغربية في تنزيل المناهج التربوية.
وشدد المتحدث ذاته على ضرورة بناء واستغلال هذه المكتسبات لتعزيز التصور العام للمجتمع النرويجي خاصة، والإسكندنافي عامة، عن الإنسان المغربي ذي الشخصية الإيجابية والمحبوب بأخلاقه ومهاراته التواصلية في أبعادها الإنسانية.