دعت رابطة كاتبات المغرب الحكومة ووزارة الثقافة إلى “تمكين الكاتبة المغربية من حقوقها الثقافية واحترام حقها المشروع في المشاركة في الحياة الثقافية وحمايته والوفاء به”، مع “صيانة وترسيخ التنوع الثقافي واللغوي بمكوناته الإسلامية والعربية والأمازيغية والصحراوية والحسانية وبروافده الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية”.
جاء هذا في بيان لـ”كاتبات المغرب” بمناسبة اليوم الوطني للكاتبة المغربية، الذي استحضرت فيه، بعد مرور تسع سنوات على إحداثها: “الحقوق والحريات المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية التي تتمتع بها المرأة والرجل على قدم المساواة، طبقا لمقتضيات الفصل 19 من الدستور، والاتفاقيات والمواثيق الدولية التي صادقت عليها بلادنا”.
وسجلت رابطة كاتبات المغرب، في البيان نفسه، تضامنها “المستمر والدائم مع الكاتبة المغربية على المستوى الوطني والجهوي وفي الهوامش، في مسيرتها النضالية لنيل كافة حقوقها الثقافية المشروعة التي أقرّها الدستور المغربي، باعتبارها شريكا فعّالا في بناء المجتمع المغربي، ومساهِمة في تقدمه وضمان رفاهه واستقراره”.
وثمنت الرابطة “السعي الدؤوب والنضال المستميت” للكاتبات في سبيل “الدفاع عن حقوقهن الثقافية المشروعة، وضمان مشاركتهن في تدبير الشأن الثقافي المغربي، ضمن رؤية إستراتيجية تروم النهوض بالتنوع الثقافي، وقناعة راسخة بأن الثقافة مدخل إستراتيجي لكل إصلاح تنموي”، حاثَّة إياهن على “التألق المستمر والعطاء المتجدد”، في كل يوم وطني؛ بشكل “ينتج النخب ويساهم في تفعيل الثقافة المجالية، من أجل مغرب ثقافي يشجع ثقافة القرب والثقافة المواطنة”.
في هذا السياق، تشدد عزيزة يحضيه عمر شقواري، رئيسة رابطة كاتبات المغرب، على ضرورة “إعطاء وزارة الثقافة صلاحيات أكبر للمدراء الجهويين والإقليميين”، وعلى أن “يشتغل هؤلاء المدراء فعليا على ما هو ثقافي، حتى تكون هناك نهضة ثقافية من القواعد”.
وتؤكد يحضيه عمر، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على الحاجة إلى “الانتصار لاهتمامات الشباب، التي يمكن أن تكون خارج السيطرة أحيانا”، وضرورة “الانضباط فعلا”، بـ”فتح المراكز الثقافية في وجه المواهب، وسيدات الثقافة”.
كما تتحدث رئيسة رابطة كاتبات المغرب عن الحاجة إلى ضمان الحق الثقافي في البلاد، علما أن “الحقوق الثقافية مشتركة بين الرجال والنساء”، مضيفة: “يجب ألا تبقى أبواب وزارة الثقافة موصدة”.
وتزيد المتحدثة: “إذا كوَّنا النساء على صعيد الدواوير وعلى صعيد الجماعة وعلى صعيد الإقليم ثم على صعيد الجهة سنعطي فعليا أصواتا وطنيا تمتلك القدرة على الاحتكاك، وتستفيد من تبادل الخبرات، والانفتاح على تجارب الآخر؛ وهو ما يتطلب أن تكون وزارة الثقافة فاعلة، وإلا فنحن نطالب بإلغائها”.
وتشدد عزيزة يحضيه عمر على أن “الثقافة هي القطاع الوحيد الذي يستطيع تغيير الخريطة السياسية في البلاد”، كما تسلط الضوء على مقصد “التمكين الكامل، أحد الحقوق التي يضمنها لنا دستور المملكة”، قائلة: “يهمنا، في رابطة كاتبات المغرب، أن نبني الثقافة من داخل الأسرة، لأن الكاتبة أم وأخت وعمة وخالة… ووجود الثقافة بجانب الطفل، ودفع الكاتبة إياه إلى مساءلة سبب الكتابة والقراءة وحضور الكتاب، فيه اشتغال على أجيال من الناشئة بدءا من البيت؛ علما أن وجود الثقافة يعني أننا سننجح في كل مخططاتنا، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية”.