برز اسمه بشكل كبير في الدراما التلفزيونية والسينمائية، واستطاع أن يحافظ على مكانته في طليعة الوجوه الفنية التي ذاع صيتها في الدراما المغاربية.

بين “سالف عذرا” و”ولاد العم” إلى جانب المسلسل العربي الليبي “غسق” الذي يوثق لعملية “البنيان المرصوص” ضد تنظيم “داعش”، بصم الممثل المغربي ربيع القاطي على حضور متميز في الشاشة الصغيرة.

ضمن هذا الحوار، يتحدث الممثل المغربي ربيع القاطي لهسبريس عن مسيرته واختياراته الفنية وانفتاحه على الدراما العربية، وحدود التلاقي والتقاطع بين الدراما المغربية والعربية.

قدمت، من خلال مجموعة من الأعمال التي تابعها الجمهور بشغف كبير، شخصيات مختلفة.. هل يضع ربيع القاطي فلسفة معينة وخارطة طريق لمساره الفني؟

أنا كممثل لدي اعتبارات واختيارات، ورسمت منذ سنوات خارطة طريق وخطة عمل لمساري الفني تتوافق مع قناعاتي الشخصية. لذلك، أحرص دائما على اختيار الأعمال التي تضفي لمسة على مساري الفني. وأعتقد أن كل فنان لا يمكن أن ينجح في مسيرته بشكل اعتباطي، ولا بد من وضع خطة عمل ترسم هذا المسار المهني. والفنان لا بد أن يكون واعيا بما يقدمه للجمهور في التعامل مع الشخصيات وجوهرها.

اقترنت أعمالك الفنية في الغالب بالأدوار الدرامية.. لماذا تغيب عن الأعمال الكوميدية؟

أنا ممثل منفتح على جميع الأجناس التلفزيونية والسينمائية، سواء أتعلق الأمر بـالكوميدية أو البوليسية أو الاجتماعية؛ لكن شرطي الوحيد هو الاشتغال على عمل متماسك من حيث الحوار، إذ إن السيناريو يهمني بشكل كبير. كما يهمني ملاقاة الجمهور المغربي، الذي أطل عليه من الشاشة الصغير بأعمال ترقى إلى مستوى تطلعاته. لذلك، أحرص على انتقاء الأعمال التي أقدمها بعناية فائقة.

هل نفهم من حديثك أنك ترفض تقديم أعمال كوميدية أم ضد المشاركة في السيتكومات؟

بكل صراحة، تجارب “السيتكوم” التي نجحت وفرضت نفسها معدودة على رؤوس الأصابع.. “السيتكوم” أصبح بمثابة عرض رمضاني مقدس في الإنتاجات الرمضانية فقط.. وهذا لا يعني أنني ضد الأعمال الكوميدية.. على العكس تماما، أنا أتمتع بحس كوميدي، والجمهور تفاعل بشكل كبير مع الأدوار الكوميدية التي قدمتها؛ كشخصية “مسعود” في الفيلم السينمائي “الطريق إلى كابول”، وفيلم “بيتش بويز”. أنا لا أؤطر نفسي في شخصية واحدة، بل منفتح على مختلف الشخصيات؛ لكن أشترط فقط التناول الذكي للمواضيع على مستوى الإخراج والسيناريو.

ما تقييمك لمستوى الأعمال الفنية التلفزيونية، تقنيا وإبداعيا؟

تقنيا، عرفت الإنتاجات التلفزيونية تطورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، وأصبحت توظف تقنيات عالية الجودة التي كانت تستخدم فقط في السينما، وأصبحت الدراما التلفزيونية تتبنى طريقة العمل السينمائية. أما على مستوى الإبداع، إننا نسير في الطريق الصحيح؛ فالدراما المغربية دراما واعدة، وأصبح لدينا جمهور من دول أخرى يتابعها بالشغف نفسه.. لكن مع الأسف ما زلنا نعيش هوة على مستوى تسويق هذه الأعمال، التي نأمل أن يتحقق مع تجربة البث على قناة “إم بي سي 5”.

ما شعورك كممثل مغربي يخترق حدود الاشتغال داخل الدراما المغربية، وينفتح بشكل أكبر على الدراما العربية؟

أنا خريج المدرسة المغربية في التمثيل والأداء.. قبل خمس سنوات، بدأت الاشتغال في الدراما العربية؛ ومنها الدراما الليبية على وجه الخصوص، من خلال مسلسل “الزعيمان” الذي جسدت فيه دور سليمان الباروني ونلت عليه جائزة أفضل ممثل دور أول، إلى جانب شخصية “أبو عامر” السفاح، أحد أمراء دولة “داعش”، الذي يوثق العمل لعملية “البنيان المرصوص” التي خاضها الجيش الليبي ضد تنظيم “داعش” الإرهابي.

نحن نعرف أن ليبيا تغيرت وتطورت، ولديها شباب حالم يحمل في جوهره حلم الوطن وتعدد الرأي. ومن خلال تجربتي في هذه الأعمال، اكتشفت خبايا وحقائق أخرى في تاريخ ليبيا الفكري والسياسي، في الوقت الذي كان يصلنا فيلم وحيد ويتيم وهو “عمر المختار”.. اكتشفت أن هناك مناضلين كثرا ومجاهدين يستحقون أن توثق الدراما لنضالاتهم.

أخيرا، ما هو جديد الفني؟

سبق أن صورت فيلما سينمائيا عربيا، عن شخصية سليمان الباروني بعنوان “الباروني”، إلى جانب مشاركتي في مسلسل “ولاد العم” الذي يبث حاليا على قناة “إم بي سي 5” ومسلسل آخر على القناة نفسها بعنوان “سولو دموعي” من توقيع المخرج هشام الجباري.

hespress.com