رجاء عبد الإله بنكيران، لا ترحل

رجاء أيها المحامي المصطفى الرميد، لا ترحل

رجاء أخانا إدريس الأزمي، لا ترحل وقل لإخوانك ألا يرحلوا

إن المغرب لا يستطيع أن يعيش بدونكم، أنتم من يرشدنا في هذه الظروف الصعبة، لولاكم لكان نصف الشعب مصابا بـ”كوفيد-19″، ولولا حزبكم لكنا الآن بدون ماء ولا كهرباء، ولولا حركة التوحيد والإصلاح لما وصل الإسلام إلى المغرب، ولما كان هناك جامع القرويين.

رجاء لا ترحلوا

أنتم عماد هذا الوطن، أنتم من يحارب في الكركرات، وأنتم من يوفر الأمن ومن يوفر الإسعافات للمرضى والمصابين. تصوروا، لولا خطبكم لما كان هناك شيء اسمه الوطن، ولما انتصرنا في حرب الرمال. أنتم بقناديلكم ومعجزاتكم وحدكم تجعلوننا نرفع رأسنا أمام العالم. أنتم لستم مجرد حزب، بل أنتم “رسل السلام” في المنطقة، ألستم أصحاب شعار التغيير في إطار الاستقرار؟

هل تعلمون أن هزيمتكم في الانتخابات ورحيلكم عن السياسة سيؤديان حتما إلى تراجع مؤشرات التنمية الاقتصادية وتراجع مهول في عدد السياح؟

هل تعلمون أن مغادرتكم البنايات الوزارية ستجعل الكتاب العامين والموظفين السامين والموظفين الصغار تائهين في عملهم؟

هل تعلمون أن عدادات الكهرباء ستتوقف والفلاحين سيتوقفون عن الإنتاج والشاحنات والحافلات والطائرات ستسير بالماء بدل الوقود؟

هذا ليس غرورا، ولكن الغرور هو غرور هذا الشعب الذي يعتقد أن مدة عشر سنوات وولايتين حكوميتين كانتا كافيتين للحكم على تجربتكم. لا تصدقوا أعداء النجاح؛ ففي عهدكم انخفضت نسبة الدين الخارجي، وتمت مضاعفة مخصصات صندوق المقاصة التي تصب في صالح الفقراء، وتم توظيف ملايين العاطلين، وتمت الزيادة في الأجور… بفضلكم، نعيش فصلا مشرقا من تاريخ أمتنا.

إن ما يجعلنا مطمئنين مرتاحين لاستمراركم، هو كونكم لا تشكلون امتدادا لمشروع “الإخوان” الذي جلب الخراب إلى المواطنين أينما حل وارتحل، إنكم تأكلون وتمشون في الأسواق مثل الآخرين، ليست لديكم مشاكل لا مع اللباس ولا مع الحريات ولا مع حقوق الإنسان، ولا مشكل لديكم لا مع إسرائيل ولا مع أمريكا. لأجل ذلك، نحن مطمئنون.

هل سألتم أنفسكم ماذا سيحصل لو تراجعتم لا قدر الله؟ من سيكون عمدة فاس؟ من بإمكانه أن يكون رئيسا للحكومة؟ فكما تعرفون هذا البلد عقيم جدا ولم ينجب سوى أعضاء هذا الحزب ليكونوا في الحكومة. تأكدوا أن مهمة الشعب الأولى هي أداء أجور استوزاركم وتحمل تكلفة بقائكم في الحكومة داخليا وخارجيا. صحيح أنكم كنتم تأكلون “البيصارة” وتمتطون السيارات البالية، ولكنها سنة الحياة، فمن حقكم تعويض ما فاتكم، ومن واجب الشعب أن يؤدي التكلفة.

رجاء لا ترحلوا، لأن الشعب هو الذي يجب أن يبحث عن ملاذ آخر غير صناديق الاقتراع، وكل من أراد ممارسة السياسة عليه أن يلتحق بحزبكم، ولن يشفع له هذا الالتحاق، لأنه لم يتدرج في دهاليز التوحيد والإصلاح.

لا ترحلوا، لقد انتخبكم بعض المغاربة لكي تبقوا جاثمين على قلب هذه الحكومة والبرلمان والمجالس الجماعية. ابقوا من أجل البقاء وليس من أجل الإصلاح، ولا تغيروا شيئا في هذا العالم، فقط قوموا بواجبكم في التهديد بالاستقالة، والباقي على الشعب.

hespress.com