نشرت سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالرباط قصة مواطن أمريكي من أصل مغربي اسمه روبرت بورفيس، قالت إنه قضى حياته في الكفاح من أجل تحرير العبيد الأمريكيين من أصل إفريقي وتحقيق حقوق متساوية للمرأة.

وذكرت السفارة، في منشور لها بصفحتها على “فيسبوك”، أن بورفيس ولد سنة 1810 في أمريكا، لكن جدته اختُطفت من المغرب في سن الثانية عشرة من عمرها وبيعت كعبد في الجنوب الأمريكي.

وتحكي القصة، وفق ما أوردته السفارة الأمريكية، أن “أسرة بورفيس ازدهرت في نهاية المطاف، إذ أصبح والده تاجر قطن ثريا، لكن روبرت لم يقبل بحياة مريحة من الترفيه، وناضل من أجل العبيد من أصل إفريقي”.

وأشارت السفارة الأمريكية إلى أن بورفيس ساعد في تأسيس الجمعية الأمريكية لمكافحة العبودية بالاعتماد على إحساسه العميق بالعدالة، كما دعم محطة السكك الحديدية تحت الأرض التي كانت عبارة شبكة سرية ساعدت المستعبدين على استرجاع الحرية في الولايات الشمالية بأمريكا.

وحسب المعطيات الواردة ضمن “تدوينة” السفارة فقد ساعد بورفيس “أكثر من 9000 عبد أمريكي على استرجاع الحرية، ليصبح بذلك بطلاً حقيقياً ومصدر فخر لكل من المغرب والولايات المتحدة”.

وحسب موقع “بلاك باست” (التاريخ الأسود)، المتخصص في التاريخ الأمريكي الإفريقي، فقد رأى بورفيس النور في مدينة تشارلستون بولاية ساوث كارولينا، وبدأ معارضته للعبودية في سن مبكرة جداً.

والتحق بورفيس بمدرسة كلاركسون التابعة لجمعية بنسلفانيا لإلغاء العبودية، وبعد ذلك واصل تعليمه في كلية أمهرست في ماساتشوستس، وفي سنة 1831 تزوج من هارييت فورتن، وهي ابنة رجل الأعمال الأمريكي من أصل إفريقي جيمس فورتن.

وكانت عائلة بورفيس مستقرة مالياً بفضل اشتغال والده في تجارة القطن، وهو ما مكنه من تكريس جهوده بالكامل لنشاطه المناهض للعبودية، إذ بدأ العمل مع لجنة اليقظة في فيلادلفيا التي آوت العبيد الهاربين، وسرعان ما أصبح مكان إقامته يعرف باسم “منزل بورفيس الآمن”.

وفي سنة 1833، ساعد روبرت في إنشاء جمعية مكافحة الرق في فيلادلفيا، وفي السنة نفسها أصبح مرتبطاً بجمعية ويليام لويد جاريسون الأمريكية لمكافحة الرق، وعام 1834 سافر إلى أوروبا للتحدث وجمع الأموال والمشاركة في اجتماعات مع كبار المسؤولين الأوروبيين ضمن حملة لإنهاء الرق.

ونشط بورفيس بشكل كبير في حملة لإلغاء قوانين ولاية بنسلفانيا التي كانت تمنع الأميركيين الأفارقة من التصويت، وصاغ وثيقة “نداء لأربعين ألف مواطن مهددين بالتجريد من حق التصويت” سنة 1838، وهو يعد أول أميركي من أصل إفريقي يقود حملة يغلب عليها البيض لمكافحة الرق، كما وجه جهوده السياسية نحو إحقاق حقوق للمرأة وإصلاح السجون.

وفي سنة 1883، ترأس ربرت بوفيس الاجتماع الاحتفالي بالذكرى الخمسين لتأسيس الجمعية الأمريكية لمكافحة الرق، وظل معروفاً بنضاله المستميت من أجل إلغاء العبودية وتمتيع المرأة بحقوقها إلى أن وافته المنية في 15 أبريل من سنة 1898.

hespress.com