بهويّة مزوّرة وتاريخ مثقل بالجرائم ضدّ الإنسانية، تمكّن الأمين العام لجبهة البوليساريو الانفصالية من دخول التّراب الإسباني، بغرض الاستشفاء من فيروس “كورونا” بعدما صدّت الأبواب الألمانية في وجهه؛ فيما تطرح تساؤلات حول استقبال مدريد لـ”مبحوث عنه” متورّط في قضايا أخلاقية.

وفي خطوة تثير أزمة جديدة بين مدريد والرباط، استقبلت السلطات الإسبانية زعيم الانفصاليين، الذي تم نقله على وجه السّرعة إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج، بعد إصابته بوباء “كورونا”؛ فيما تحرّك النسيج الحقوقي الإسباني للمطالبة باعتقاله.

وكشفت الصحافة الإسبانية أن المحكمة الوطنية الإسبانية فتحت تحقيقا في الأخبار التي راجت بشأن دخول زعيم البوليساريو إلى الأراضي الإسبانية بهوية جزائرية، لتفادي اعتقاله بسبب مذكرة البحث الصادرة في حقه.

وجاء تحرك القضاء الإسباني بعدما وضعت الجمعية الصحراوية لحقوق الإنسان طلبا عبر محاميها على مكتب المدعي العام الإسباني، للاستماع إلى إبراهيم غالي، داعية إلى “إصدار بيان منع خروجه من الأراضي الإسبانية” بتهم تلاحقه سابقا، تتعلق أساسا بـ”جرائم ضد الإنسانية وعمليات اختطاف وتعذيب”.

ويشير الحقوقي المغربي والمحامي نوفل البعمري إلى أن “الحكومة الإسبانية قبلت دخول إبراهيم غالي إلى ترابها دون تفعيل المسطرة القضائية المفتوحة في مواجهته منذ أن قدمت شابة صحراوية تحمل جنسية إسبانية شكاية ضده بمدريد، باعتبارها مواطنة إسبانية”.

ويشدد المتحدث ذاته على أنه “بقبولها هذا الدخول تكون الحكومة أولا أثرت في مجريات القضاء، لأنها قدمت ضمانات سياسية لمطلوب أمام عدالتها وعطلت تطبيق القانون في حقه؛ وهي بذلك تكون تدخلت في السلطة القضائية وعطلتها لأسباب سياسية”.

ويشير البعمري في تصريح لهسبريس إلى أنّ “هذا التدخل من الحكومة الإسبانية يأتي ضدا على القانون الوطني الإسباني”. أما على الصعيد الدولي، يتابع المتحدث، فإنّ “الحكومة الإسبانية خرقت القانون الدولي لحقوق الإنسان”.

وأوضح المصرح ذاته أن “الحكومة الإسبانية خرقت الاتفاقيات والمواثيق الدولية التي تجرم الاعتداءات الجنسية، وترتبط كذلك بالمحاكمة العادلة وتوفير شروطها، مادام تدخلها السياسي مس حقوق الضحية، ويعتبر تدخلا خطيرا في القضاء الإسباني”.

وختم البعمري بقوله إنّ “كل هذه الخروقات تطرح أسئلة أخلاقية وقانونية َوسياسية على هذه الحكومة التي لم توفر لملك إسبانيا السابق خوان كارلوس الحماية التي وفرتها لإبراهيم غالي اليوم”.

hespress.com