يضطر المرتفقون القاصدون لمستعجلات مستشفى المركب الجامعي السويسي بالرباط، من مرافقي المرضى، إلى قضاء ساعات الانتظار على الرصيف المحاذي للمستعجلات، بسبب الإجراءات المتخذة للحد من انتشار جائحة فيروس كورونا، التي تحتم تقليص عدد الداخلين إلى المستشفى.
وفي الوقت الذي نُصبتْ فيه خيام كبيرة في عدد من النقاط بفضاء المركز الجامعي السويسي، مخصصة لاستقبال الأشخاص الراغبين في إجراء تحليلات فيروس كورونا، فإنّ زوار قسم المستعجلات يعانون الأمرّين؛ إذ يقضون وقتا طويلا وهم ينتظرون في ظروف وصفها أحدهم بـ”اللا إنسانية”.
في هذه الظروف كان أهالي الوافدين على مستعجلات السويسي ينتظرون خلال حر فصل الصيف، مستعينين بظلال الأشجار لوقاية أنفسهم من لظى أشعة الشمس، واستمر الوضع خلال أيام فصل الشتاء، حيث كابدوا مشاق الانتظار في ظل البرد القارس، وما زالوا يكابدون إلى اليوم.
في زيارة إلى عين المكان، صادفت هسبريس شيخا هرما يتحرك بصعوبة ماشيا على قدميه وهو يبحث عن شيء يجلس عليه فوق الرصيف، ولم يجد سوى قطع من البلاط انتُزعت من الرصيف فقعد عليها وهو ينظر إلى بوابة المستعجلات التي يحرسها حارسان يراقبان دخول الوافدين.
مكث الشيخ في مجلسه حوالي نصف ساعة، وعندما أعياه الجلوس على قطع البلاط دون أن يجد ما يسند به ظهره قام من مكانه بصعوبة وانطلق يتمشى بخطى وئيدة على الرصيف، بينما استعان رجل وابنه ببطانية فرشاها على حافة الرصيف لوقاية أنفسهما من البرودة.
“كو حطو لينا غير كراسا ديال الميكا نديبانيو بها”، يقول رجل كان بدوره ينتظر على الرصيف المقابل للمستعجلات رفقة رجليْن آخريْن، بينما انتظرت سيدة إلى أن قام حارس الدراجات النارية من مكانه على كرسي تحت جذع شجرة فجلست مكانه، بعد أن أعياها الجلوس على حافة الرصيف.
وفي مشهد آخر يعكس معاناة مرتفقي مستعجلات السويسي، الذين يضطرون إلى الانتظار على الرصيف، تضع سيدة رأسها بين كفّيها، دون أن تعرف كم مدة يلزمها الانتظار، وهي جالسة إلى جانب نساء أخريات في غياب تام لإجراء التباعد الاجتماعي للوقاية من فيروس كورونا، وخلْفها سيدة أخرى افترشت بطانية على الرصيف وأسندت ظهرها للشباك الحديدي الفاصل مع الحديقة المجاورة للمستعجلات.
على بعد بضعة أمتار، كانت سيدة أخرى جالسة على حافة الرصيف مادّة رجليها على قارعة الطريق بسبب التعب. انتبه إليها حارس السيارات فقال لها: “وا الحاجة واش ساخية بالرجيلات”، فأجابت: “غير طالقاهم أولدي عييت”.